Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 119-121)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
[ المعنى ] : قوله : { ولأضلنهم } إخبار عن الشيطان المريد الذي وصف صفته في الآية الاولى انه قال لربه : { لأتخذن من عبادك نصيباً مفروضاً . ولأضلنهم } ومعناه ولاصدن النصيب المفروض الذي اتخذه من عبادك عن محجة الهدى إلى الضلال ومن الاسلام إلى الكفر { ولأمنينهم } ومعناه أوهمهم انهم ينالون في الآخرة حظاً لأزيغنهم بما أجعل في أنفسهم من الاماني عن طاعتك وتوحيدك الى طاعتي والشرك بي { ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام } يعني لامرن النصيب المفروض من عبادك بعبادة غيرك من الانداد والاوثان ينسكوا له ويحرموا يحللوا ويشرعوا غير الذي شرعه الله لهم فيتبعوني ويخالفوك . [ اللغة ] : والتبتيك : القطع تقول بتكت الشيء ابتكه تبتيكا : إذا قطعته . وبتكه وبتك مثل قطعه وقطع وسيف باتك : قاطع والمراد في هذا الموضع قطع اذن البحيرة ، ليعلم انها بحيرة . واراد الشيطان بذلك دعاءهم إلى البحيرة فيستجيبون له ، ويعملون بها طاعة له . قال قتادة : البتك قطع اذان البحيرة والسائبة لطواغيتهم وقال السدي : كانوا يشقونها . وبه قال عكرمة وقوله : { ولآمرنهم فليغيرن خلق الله } اختلفوا في معناه فقال ابن عباس ، والربيع بن انس عن انس : انه الاخصاء وكرهوا الاخصاء في البهائم وبه قال سفيان ، وشهر بن حوشب ، وعكرمة وابو صالح وفي رواية أخرى عن ابن عباس فليغيرن دين الله وبه قال إبراهيم ومجاهد وروي ذلك عن ابي جعفر وابي عبد الله عليهم السلام قال مجاهد : كذب العبد يعني عكرمة في قوله : إنه الاخصاء وإنما هو تغيير دين الله الذي فطر الناس عليه في قوله : { فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم } وهو قول قتادة ، والحسن والسدي ، والضحاك ، وابن زيد . وقال قوم : هو الوشم . روي ذلك عن الحسن والضحاك وابراهيم ايضاً وعبد الله . وقال عبد الله : لعن الله الواشمات والموتشمات والمتفلجات المغيرات خلق الله وقال الزجاج : خلق الله تعالى الانعام ليأكلوها ، فحرموها على انفسهم وخلق الشمس والقمر والحجارة مسخرة للناس ينتفعون بها ، فعبدها المشركون وأقوى الاقوال من قال : فليغيرن خلق الله بمعنى دين الله بدلالة قوله : { فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم } ويدخل في ذلك جميع ما قاله المفسرون ، لانه إذا كان ذلك خلاف الدين فالآية تتناوله ، ثم اخبر تعالى عن حال نصيب الشيطان المفروض الذين شاقوا { ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى } فقال ومن يتبع الشيطان فيطيعه في معصية الله وخلاف امره { فقد خسر خسراناً مبيناً } معناه هلك هلاكاً ظاهراً ، وبخس نفسه حظها خسراناً مبينا عن عطيه وهلاكه ، لأن الشيطان لا يملك له نصيراً من الله إذا أراد عقابه ، ثم اخبر تعالى الشيطان أنه يعد من يتبعه ويمنيهم فيعدهم النصر ممن ارادهم ، ويمنيهم الظفر على من أرادهم بمكروه ، ثم قال تعالى : { وما يعدهم الشيطان إلا غروراً } يعني باطلا وسماه غروراً ، لانهم كانوا يظنون أن ذلك حق ، فلما بان لهم أنه باطل ، كان غروراً وقوله : { أولئك مأواهم جهنم } إشارة إلى هؤلاء الذين اتخذوا الشيطان ولياً من دون الله مأواهم يعني مصيرهم الذين يصيرهم اليه جهنم ولا يجدون عنها محيصاً يعني لا يجدون عنها معدلا إذا حصلوا فيها . [ اللغة ] : يقول حاص فلان عن هذا الامر يحيص حيصاً وحوصاً : اذا عدل عنه ومنه حديث ابن عمر ( بعثا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) سرية ، كنت فيهم فلقينا المشركين فحصنا حيصة ) وقال بعضهم : فجاضوا جيضة وهما بمعنى واحد ، غير انه لا يقرأ إلا بالصاد والحاء وحصت احوص حوصاً وحياصاً إذا خطت يقال حص عين صقرك ، اي خط عينه والحوص في العين مؤخرها . والخوص غورها .