Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 163-163)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

[ القراءة والحجة ] : قرأ حمزة وخلف { زبوراً } بضم الزاي . الباقون بفتحها حيث وقعت من ضم الزاي احتمل ذلك وجهين : احدهما أن يكون جمع زبر ، فاوقع على المزبور الزبر . كما قيل : ضرب الامير ونسج اليمن . كما يسمى المكتوب الكتاب ، ثم جمع الزبر على زبور لوقوعه موقع الاسماء التى ليست مصادر ، كما يجمع الكتاب كتب ، فلما استعمل استعمال الأسماء ، قالوا : زبور والوجه الآخر ان يكون جمع زبور بحذف الزيادة على زبور ، كما قالوا : ظريف وظروف ، وكروان وكروان ، وورشان وورشان ونحو ذلك مما يجمع بحذف الزيادة يدل على قوة هذا ان التكسير مثل التصغير . وقد اطرد هذا الحذف في ترخيم التصغير نحو ازهر وزهير ، وحارث وحريث وثابت وثبيت والجمع مثله في القياس ، وإن كان اقل منه في الاستعمال ، ومن فتح الزاي أراد الكتاب المنزل على داود ( ع ) كما سمى المنزل على موسى التوراة ، والمنزل على عيسى الانجيل ، والمنزل على محمد ( صلى الله عليه وسلم ) الفرقان . [ المعنى ] : قال الحسين بن علي المغربى : زبور جمع زبور ومثله تخوم وتخوم وعذوب وعذوب قال : ولا يجمع فعول - بفتح الفاء - على فعول - بضم الفاء - إلا هذه الثلاثة فيما عرفنا . والزبر احكام العمل في البئر خاصة يقال : بئر مزبورة : اذا كانت مطوية بالحجارة . ويقال : ما لفلان زبر اي عقل . وزبر الحديد : قطعة واحدها زبرة . ويقول زبرت الكتاب ازبره زبراً مثل اذبره ذبراً - بالذال المعجمة - . [ المعنى ] : هذا خطاب من الله للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) يقول الله : إنا اوحينا اليك يا محمد أي ارسلنا اليك رسلنا بالنبوة كما أرسلنا إلى نوح وسائر الانبياء الذين سميناهم لك من بعد والذين لم نسمهم لك . وقيل : إن هذه الآية نزلت على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لان بعض اليهود لما فضحهم الله بالآيات - التي انزلها على رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) من عند قوله : { يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتاباً من السماء ، وما بعده } فتلا ذلك عليهم رسول الله ، قالوا : ما انزل الله على بشر من شيء بعد موسى ، فأنزل الله هذه الآيات تكذيباً لهم ، واخبر نبيه والمؤمنين بها انه قد انزل على من بعد موسى من الذين سماهم في هذه الآية وعلى من لم يسمهم وهو قول ابن عباس . وقال آخرون بل قالوا لما انزل الله الايات التي قبل هذه في ذكرهم : ما انزل الله على بشر من شيء ، ولا على عيسى . ذهب اليه محمد بن كعب القرطي وفيم نزل قوله : { وما قدروا الله حق قدره اذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء } والاسباط في ولد اسحاق كالقبائل في اولاد اسماعيل . وقد بعث منهم عدة رسل : كيوسف وداود وسليمان ، وموسى وعيسى ، فيجوز أن يكون أراد بالوحي اليهم الوحي إلى الانبياء منهم ، كما تقول : أرسلت الى بني تميم ، وإن ارسلت إلى وجوههم وليس يصح عندنا ان الاسباط الذين هم اخوة يوسف ، كانوا انبياء .