Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 27-27)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
المعنى : معنى الآية الاخبار من الله تعالى أنه يريد من المواجهين بها ، أن يتوب عليهم ، بمعنى أن يقبل توبتهم ، عما سلف من آثامهم ، ويتجاوز عما كان منهم في الجاهلية ، من استحلالهم ما هو حرام عليهم من حلائل الآباء والأبناء ، وغير ذلك مما كانوا يستحلونه ، وهو حرام عليهم . إن قيل : لم كرر قوله : { والله يريد أن يتوب عليكم } ؟ مع ما تقدم من قوله : { يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم } قلنا عنه جوابان : أحدهما - أنه لما قال في الأول ، وتقديره : يريد الله ليتوب عليكم أنى في الثاني بـ ( أن ) ليزول الايهام أنه يريد ليتوب ، ولا يريد أن يتوب علينا . والآخر - أن يبين أن ارادته منا خلاف إرادة أصحاب الأهواء لنا ، لنكون على بصيرة من أمرنا ، وجاء الثاني على التقابل ، بأن الله يريد شيئاً ويريدون خلافه . والمعني : بقوله : { ويريد الذين يتبعون الشهوات } قيل فيه أربعة أقوال : الأول - قال ابن زيد : كل مبطل ، لأنه يتبع شهوة نفسه في باطله . الثاني - قال مجاهد : يعني به : الزناة . الثالث - قال السدي : هم اليهود والنصارى . الرابع - اليهود خاصة ، لأنهم يحلون نكاح الأخت من الأب ، والأول أقوى ، لأنه أعم فائدة ، وأوفق لظاهر اللفظ . وقوله : { أن تميلوا ميلاً عظيماً } معناه أن تعدلوا عن الاستقامة بالاستكثار من المعصية ، وذلك أن الاستقامة هي المؤدية إلى الثواب ، والفوز بالسلامة من العقاب ، وأما الميل عن الاستقامة فيؤدي إلى الهلاك واستحقاق العقاب . فان قيل : ما معنى إرادتهم الميل بهم ؟ قيل قد يكون ذلك لعداوتهم ، وقد يكون لتمام الأنس بهم في المعصية ، فبين الله أن إرادته لهم خلاف ارادتهم منهم ، وليس في الآية ما يدل على أنه لا يجوز اتباع داعي الشهوة في شيء البته ، لأنه لا خلاف أن اتباع الشهوة فيما أباحه الله تعالى جائز ، وإنما المحظور من ذلك ما يدعو إلى ما حرمه ، لكن لا يطلق [ على ] صاحبه بانه متبع للشهوة ، لأن إطلاقه يفيد اتباع الشهوة فيما حرم عليه .