Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 28-28)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

المعنى واللغة : معنى قوله : { يريد الله أن يخفف عنكم } ها هنا أي في نكاح الاماء ، لأن الانسان خلق ضعيفاً في أمر النساء ، هذا قول مجاهد ، وطاووس ، وزيد . وأصل التخفيف خفة الوزن ، والتخفيف على النفس بالتيسير ، كخفة الحمل بخفة الوزن ، ومنه الخفافة النعامة السريعة ، لأنها تسرع أسراع الخفيف الحركة ، والخفوف السرعة ، ومنه الخف الملبوس لأنه يخف به التصرف ، ومنه خفّ البعير . والمراد بالتخفيف ها هنا تسهل التكليف ، بخلاف التصعب فيه ، فتحليل نكاح الاماء تيسير بدلا من تصعيب ، وكذلك جميع ما يسره الله لنا إحساناً منه إلينا ، ولطفا بنا . فان قيل : هل يجوز التثقيل في التكليف ، مع خلق الانسان ضعيفاً عن القيام به بدلا من التخفيف ؟ قيل : نعم إذا أمكنه القيام به ، وإن كان فيه مشقة ، كما ثقل التكليف على بني اسرائيل في قتل أنفسهم ، غير أن الله لطف بنا فكلمنا ما يقع به صلاحنا ، بدلا من فسادنا . وفي الآية دلالة على فساد قول المجبرة : ان الله يكلف عباده ما لا يطيقون ، لأن ذلك مناف لارادة التخفيف عنهم في التكليف ، من حيث أنه غاية التثقيل . وقوله : { وخلق الإنسان ضعيفاً } أي يستميله هواه .