Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 2-2)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
المعنى : هذا خطاب لأوصياء اليتامى ، أمرهم الله بأن يعطوا اليتامى أموالهم إذا بلغوا الحلم وأونس منهم الرشد ، وسماهم يتامى بعد البلوغ ، وايناس الرشد مجازاً ، لأن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال : " لا يتم بعد احتلام " كما قالوا في النبي ( صلى الله عليه وسلم ) إنه يتيم أبي طالب بعد كبره يعنون انه رباه . وقوله : { ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب } معناه : لا تستبدلوا ما حرمه الله عليكم من أموال اليتامى بما أحله الله لكم من أموالكم ، واختلفوا في صفة التبديل فقال بعضهم كان أوصياء اليتامى يأخذون الجيد من مال اليتيم والرفيع منه ويجعلون مكانه الردئ الخسيس ، ذهب إليه ابراهيم النخعي ، والسدي ، وابن المسيب ، والزهري ، والضحاك ، وقال قوم : معناه { ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب } بأن تتعجلوا الحرام قبل أن يأتيكم الرزق الحلال الذي قدر لكم . ذهب إليه أبو صالح ، ومجاهد . وقال ابن زيد : معناه ما كان أهل الجاهلية يفعلونه ، من أنهم لم يكونوا يرزقون النساء ولا الصغار بل يأخذه الكبار . وأقوى الوجوه الوجه الأول ، لأنه ذكر عقيب مال اليتامى وإن حمل على عموم النهي عن التبديل بكل مال حرام كان قوياً . وقوله : { ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم } يعني أموال اليتامى مع أموالكم والتقدير : ولا تضيفوا أموالهم إلى أموالكم فتأكلوهما جميعاً ، فأما خلط مال اليتيم بمال نفسه إذا لم يظلمه فلا بأس به بلا خلاف قال الحسن لما نزلت هذه الآية كرهوا مخالطة اليتامى ، فشق ذلك عليهم ، فشكوا ذلك إلى رسول الله ، فأنزل الله تعالى : { ويسئلونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح } وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله ( ع ) . وقوله : { إنه كان حوباً كبيراً } يعني إن أكلكم أموال اليتامى مع أموالكم حوب كبير ، أي اثم كبير في قول ابن عباس ومجاهد . والهاء في قوله : " إنه " دالة على اسم الفعل الذي هو الاكل . والحوب الاثم ، يقال : حاب يحوب حوباً وحباة والاسم الحوب . وقرأ الحسن حوباً : ذهب إلى المصدر . ويقال : تحوّب فلان من كذا إذا تحرج منه . ويقال نزلنا بحوبة من الارض وبحيب من الارض يعني بموضع سوء . وحكى الفراء عن بني أسد ان الحائب القاتل . وقال الشاعر : @ إيهاً تطيع ابن عبس انها رحم حُبتم بها فانا ختم بجعجاع @@ أي أثمتم والحوبة الحزن ، والتحوب التحزن ، والتحوب التأثم ، والتحوب الهياح الشديد ، والحوباء الروح والكبير العظيم