Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 55-55)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

المعنى : الضمير في قوله : { فمنهم من آمن } يحتمل أن يكون عائداً إلى أحد أمرين : أحدهما - قال مجاهد ، والزجاج ، والجبائي : إن من أهل الكتاب من آمن بمحمد ( صلى الله عليه وسلم ) لتقدم الذكر في { يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقاً لما معكم } الثاني - فمن أمة ابراهيم من آمن بابراهيم ، ومنهم من صدّ عنه . كما أنكم في أمر محمد ( صلى الله عليه وسلم ) كذلك . وليس في ذلك توهين لأمره كما ليس فيه توهين لأمر ابراهيم . واتصال الكلام على هذا الوجه ظاهر وعلى الوجه الأول تقديره وقع هذا كله { فمنهم من آمن به ومنهم من صدّ عنه } وقال قوم : { فمنهم من آمن } بداود وسليمان { ومنهم من صدّ عنه } وليس في الآية دلالة على أن ما تقدم من الوعيد إنما صرف عنهم لأيمان هذا الفريق ، لأنه قال في الآخرة { يوم تبيض وجوه وتسود وجوه } وقال بعضهم : فيه دلالة على ذلك ، ولذلك قال : { وكفى بجهنم سعيراً } أي ان كان صرف بعض العقاب ، فكفى بجهنم استغرافا بالعذاب . اللغة : وسعير بمعنى مسعورة وترك - لأجل الصرف - التأنيث للمبالغة في الصفة كما قالوا : كف خضيب ولحية دهين . وتركت علامة التأنيث ، لأنها لما كان دخولها فيما ليست له ، للمبالغة نحو رجل علامة كان سقوطها فيما بقي له للمبالغة فحسن هذا التقابل في الدلالة . والسعر : ايقاد النار ومنه قوله : { وإذا الجحيم سعرت } واستعرت النار والحرب والشر استعاراً . واسعرتها اسعاراً . وسعرتها تسعيراً . والسعر : سعر المتاع وسعروه تسعيراً وذلك لاستعار السوق بحماها في البيع . والساعور كالتنور في الارض . والمسعور : الذي قد ضربته السموم ، والعطش . وزيدت الباء في قوله : { وكفى بجهنم } لتأكيد الاختصاص ، لأنه يتعلق به من وجهين : وجه الفعل في كفى جهنم كقولك : كفى الله ، ووجه الاضافة في الكفاية بجهنم . وعلى ذلك قيل : كفى بالله للدلالة على أن الكفاية تضاف إليه من أوكد الوجوه ، وهو وجه الفعل ، ووجه المصدر .