Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 66-66)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

القراءة ، والحجة : قرأ ابن عامر وحده { إلا قليلاً } بالنصب ، وكذلك هو في مصاحف أهل الشام . الباقون بالرفع . وقيل : إن النصب قراءة أبي ، فمن رفع فعلى البدل من المضمر كأنه قال : ما فعله إلا قليل منهم . وهذا يجوز في النفي دون الاثبات ، لأنه لا يجوز أن يقول فعله إلا قليل منهم ، لأن الفعل ليس للقليل في الاثبات كما هو لهم في النفي . وقال الكسائي : ارتفع بالتكرار . والمعنى ما فعلوه ما فعله إلا قليل . ومن نصب فانه قال : الاستثناء بعد تمام الكلام ، لأن قوله : { ما فعلوه } كلام تام كما أن قولك فعل القوم كلام تام . فاستثنى بعده ، ولم يجعل ما بعد إلا عليه الاعتماد . والوجه الرفع ، لأن الفعل لهم . فهو أدل على المعنى . وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر والكسائي { إن اقتلوا } بضم النون وبضم الواوفي قوله : { أو اخرجوا } وقرأ عاصم وحمزة بكسرهما وكسر النون . وضم الواو أبو عمرو . فمن ضمهما فلان الثالث مضموم أنبع الضمة . ومن كسرهما فعلى أصل الحركة لالتقاء الساكنين . وأبو عمرو ضم الواو تشبيهاً بواو { اشتروا الضلالة } { ولا تنسوا الفضل بينكم } المعنى : ومعنى قوله : { ولو أنا كتبنا عليهم } أي لو أنا ألزمناهم وأوجبنا عليهم { أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم } أي لو كتبنا عليهم ذلك - كما أوجبنا على قوم موسى وقتلوا أنفسهم وأخرجهم إلى التيه - ما فعله هؤلاء للمشقة التي فيه مع أنه كان ينبغي أن يفعلوه ، لما لهم فيه من الحظ ، لأنا لم نكن لنأمرهم به إلا لما تقتضيه الحكمة ، وما فيه من المصلحة مع تسهيلنا تكليفهم وتيسيرنا عليهم ، فما يقعدهم عنه مع تكامل أسباب الخير فيه وسهولة طريقه ؟ ولو فعلوا ما يوعظون به أي ما يؤمرون به ، لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً . وقيل في معناه قولان : أحدهما - ان البصيرة أثبت من اعتقاد الجهالة لما يعتري فيها من الحيرة واضطراب النفس الذي يتميز من حال المعرفة بسكون النفس إليه . الثاني - ان اتباع الحق أثبت منفعة لأن الانتفاع بالباطل يضمحل بما يعقب من المضرة وعظيم الحسرة . فالاول لأجل البصيرة . والثاني لأجل دوام المنفعة . وقال البلخي معنى الآية أنه لو فرض الله عليهم قتل أنفسهم كما فرض على قوم موسى عندما التمسوا أن يتوب عليهم أو الخروج من ديارهم ما فعلوه . فاذا لم يفرض عليهم ذلك ، فليفعلوا ما أمروا به مما هو أسهل عليهم منه ، فان ذلك خير لهم وأشد تثبيتاً لهم على الايمان . وفي الدعاء اللهم ثبتنا على ملة رسولك . ومعناه اللهم الطف لنا ما نثبت معه على التمسك بطاعة رسولك والمقام على ملته .