Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 66-70)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذا امر من الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وآله ان يقول الكفار قومه { إني نهيت } أى نهاني الله { أن أعبد } أى اوجه العبادة إلى { الذين تدعون من دون الله } التي تجعلونها آلهة { لما جاءني البينات من ربي } أى حين أتاني الحجج والبراهين من جهة الله دَّلتني على ذلك { وأمرت } مع ذلك { أن أسلم لرب العالمين } أى استسلم لأمر رب العالمين الذى خلقكم وأوجدكم ويملك تدبير الخلائق اجمعين . ثم وصفه فقال { وهو الذى خلقكم } معاشر البشر { من تراب } ومعناه خلق أباكم آدم من تراب وانتم نسله واليه ترجعون واليه تنتمون { ثم من نطفة … } اى ثم انشأ من ذلك الاصل الذى خلقه من تراب النطفة ثم قلبها إلى علقة وهي القطعة من الدم لانها تعلق بما يمر به لظهور اثرها فيه وخلقكم منها { ثم يخرجكم طفلا } أى اطفالا واحداً واحداً ، فلهذا ذكره بالتوحيد ، كما قال { بالأخسرين أعمالا } لان لكل واحد منهم اعمالا قد خسر بها { ثم لتبلغوا أشدكم } وهو حال استكمال القوة وهو جمع شدة واشد كنعمة وانعم . واصل الشدة اللف الذى يصعب منه الانحلال ، ثم { لتكونوا شيوخاً } بعد ذلك { ومنكم من يتوفى من قبل } ان يصير شيخاً ومن قبل ان يبلغ اشدة { ولتبلغوا أجلا مسمى } أى يبلغ كل واحد منكم ما سمى له من الأجل . وقال الحسن : هو النسل الذى يقوم عليه القيامة والأجل المسمى القيامة { ولعلكم تعقلون } أى خلقكم لهذه الأغراض التي ذكرها ولكي تفكروا في ذلك فتعقلوا ما انعم الله عليكم من انواع النعم واراده منكم من اخلاص العبادة . ثم قال { هو الذى يحيى ويميت } يعني من خلقكم على هذه الاوصاف التي ذكرها هو الذى يحييكم وهو الذي يميتكم فأولكم من تراب وآخركم إلى تراب تعودون { فإذا قضى أمراً } اى اراد امراً من الامور { فإنما يقول له كن فيكون } ومعناه انه يفعل ذلك من غير ان يتعذر عليه ولا يمتنع منه فهو بمنزلة ما يقال له كن فيكون ، لا انه خاطب المعدوم بالتكوين ، لأن ذلك محال . والله لا يأمر بالمحال . ثم قال { الذين يجادلون في آيات الله } يعني المشركين الذين يخاصمون في دفع آيات الله وابطالها { أنى يصرفون } أى كيف ومن أين ينقلبون عن الطريق المستقيم إلى الضلال ولو كانوا يخاصمون في آيات الله بالنظر في صحتها والفكر فيها لما ذمهم الله . قال ابن زيد اراد بذلك المشركين . ثم وصفهم فقال { الذين كذبوا بالكتاب } يعني بالقرآن جحدوه وكذبوا بما ارسلنا به من الكتب فى الشرائع رسلنا قبلك { فسوف يعلمون } عاقبة أمرهم إذا حل بهم وبال ما جحدوه ونزل بهم عقاب ما ارتكبوه ويعرفون ان ما دعوتهم اليه حق وما ارتكبوه ضلال وفساد .