Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 71-75)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
خمس آيات كوفي وشامي وأربع في ما عداهما سوى البصري عد إسماعيل والكوفى والشامي " يسبحون " وعد المدني الاول والمكى " في الحميم " وعد الكوفي والشامي " تشركون " وهي ثلاث آيات بصري لأنه عندهم آخر الاولى " يسبحون " والثانية " الكافرون " والثالثة " تمرحون " . قوله { إذ الأغلال } متعلق بقوله { فسوف يعلمون … إذ الأغلال } أي يعلمون في حال ما تجعل الأغلال وهي جمع غل ، وهو طرق يدخل في العنق للألم والذل . وأصله الدخول من قولهم : انغل في الشيء إذا دخل فيه . والغلول الخيانة التي تصير كالغل في عنق صاحبها ، والاعناق جمع عنق وهو مركب الرأس بين البدن وبينه ، وقوله { فاضربوا فوق الأعناق } أي اصل الرأس وما والاه ، وقوله { والسلاسل } أي وتجعل السلاسل ايضاً في اعناقهم . وقرأ ابن عباس { والسلاسل } بالنصب { يسحبون } بفتح الياء بمعنى يسحبون السلاسل . وحكي عنه الجر أيضاً بتقدير ، وهم في السلاسل يسبحون . والجر ضعيف عند النحويين ، لان حرف الجر لا يجوز إضماره وأجاز بعضهم ذلك على ضعفه بأن يتوهم أن التقدير إذ الاغلال في الاعناق . والسلاسل جمع سلسلة وهي حلق منتظمة فى جهة الطول مستمرة . ويقال : تسلسلت المعاني إذا استمرت شيئاً قبل شيء كالسلسلة الممدوة ، وقوله { يسحبون } أي يجرون على الأرض . وموضع { يسحبون } النصب على الحال ، وتقديره إذ الاغلال والسلاسل فى أعناقهم مسحوبين على النار والسحب جر الشيء على الارض ، هذا أصله يقال : سحب عليه ما يلزمه من الأصل الفاسد ، ويسحب الكافر على وجهه في النار سحباً { في الحميم } وهو الماء الذي يبلغ الغاية في الحرارة { ثم في النار يسجرون } فالسجر القاء الحطب فى معظم النار كالتنور الذي يسجر بالوقود ، فهؤلاء الكفار لجهنم كالسجار للتنور { ثم قيل لهم } على وجه التوبيخ لايلام قلوبهم كايلام ابدانهم بالتعذيب { أينما كنتم تشركون من دون الله } فتوجهون العبادة اليه من الاصنام والاوثان فيخلصوكم وينصروكم من عذاب الله { قالوا } في الجواب { ضلوا عنا } ثم يستدركون فيقولون { بل لم نكن ندعوا من قبل شيئاً } ومعناه لم نكن ندعو من قبل شيئاً يستحق العبادة وما ينتفع بعبادته ، فلذلك أطلق القول فقال الله تعالى { كذلك يضل الله الكافرين } قال الحسن : معناه كذلك يضل اعمالهم بأن يبطلها . وقيل : معناه كذلك يضل الله الكافرين عن نيل الثواب . وقيل : كذلك يضل الله الكافرين عما اتخذوه إلهاً بأن يصرفهم عن الطمع في نيل منفعته من جهتها . ثم يقول موبخاً لهم { ذلكم } أي ما فعل بكم جزاء { بما كنتم تفرحون في الأرض } والفرح والمرح والبطر والاشر نظائر { بغير الحق } أي كنتم تفرحون بالباطل والفرح بالحق لا يوبخ عليه { وبما كنتم تمرحون } أي وجزاء بما كنتم تبطرون في معاصي الله . والمرح الاختيال في السرور والنشاط قال الشاعر :