Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 42, Ayat: 46-50)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

لما اخبر الله تعالى أن الظالمين انفسهم بارتكاب المعاصي وترك الواجبات فى عذاب مقيم دائم غير منقطع ، اخبر في الآية التي بعدها انهم لم يكن لهم أولياء فى ما عبدوه من دون الله ، ولا فيمن أطاعوه في معصية الله ، أي انصار ينصرونهم من دون الله ويرفعون عنهم عقابه . وقيل : المراد من يعبدونه من دون الله او يطيعونه في معصية الله لا ينفعهم يوم القيامة . فالفائدة بذلك اليأس من أي فرج إلا من قبل الله ، فلهذا من كان هلاكه بكفره لم يكن له ناصر يمنع منه . ثم قال { ومن يضلل الله } أي من أضله الله عن طريق الجنة وعدل به إلى النار { فما له من سبيل } يوصله إلى الجنة والثواب . ويحتمل ان يكون المراد ومن يحكم الله بضلاله ويسميه ضالا لم يكن لأحد سبيل إلى ان يحكم بهدايته . ثم قال تعالى لخلقه { استجيبوا لربكم } يعني اجيبوه إلى ما دعاكم اليه ورغبكم فيه من المصير إلى طاعته والانقياد لأمره { من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله ما لكم من ملجأ يومئذ } أي لا مرجع له بعد ما حكم به . وقيل معناه لا يتهيأ لاحد رده ولا يكون لكم ملجأ تلجؤن اليه في ذلك اليوم . والملجأ والمحرز نظائر { وما لكم من نكير } أى تعيير انكار . وقيل : معناه من نصير ينكر ما يحل بكم ثم قال لنبيه صلى الله عليه وآله { فإن أعرضوا } يعني هؤلاء الكفار وعدلوا عما دعوناهم اليه ولا يستجيبون اليه { فما أرسلناك عليهم حفيظاً } أي حافظاً تمنعهم من الكفر { إن عليك } أي ليس عليك { إلا البلاغ } وهو ايصال المعنى إلى افهامهم وتبين لهم ما فيه رشدهم ، فالذي يلزم الرسول دعاؤهم إلى الحق ، ولا يلزمه ان يحفظهم من اعتقاد خلاف الحق . ثم اخبر تعالى عن حال الانسان وسرعة تنقله من حال الى حال فقال { وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة } واوصلنا اليه نعمة { فرح بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم } أي عقوبة جزاء بما قدمته ايديهم من المعاصى { فإن الإنسان كفور } يعدد المصائب ويجحد النعم وقوله { لله ملك السماوات والأرض } ومعناه له التصرف في السموات والارض وما بينهما وسياستهما بما تقتضيه الحكمة حسب ما يشاء { ويخلق ما يشاء } من انواع الخلق { يهب لمن يشاء } من خلقه { إناثاً } يعني البنات بلا ذكور { ويهب لمن يشاء } من خلقه { الذكور } بلا اناث { أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً } قال ابن عباس والحسن وقتادة والضحاك والسدي : معناه ان يكون حمل المرأة مرة ذكراً ومرة انثى ويحتمل ان يكون المراد ان يرزقه . تواماً ذكراً وانثى او ذكراً وذكراً . وانثى وانثى وهو قول ابن زيد { ويجعل من يشاء عقيماً } فالعقيم من الحيوان الذي لا يكون له ولد ويكون قد عقم فرجه عن الولادة بمعنى منع { إنه عليم } بمصالحهم { قدير } أي قادر على خلق ما اراد من ذلك .