Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 61-65)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الضمير في قوله { وإنه لعلم للساعة } يحتمل أن يكون راجعاً إلى عيسى عليه السلام لأن ظهوره يعلم به مجيء الساعة ، لانه من أشراطها ، وهو قول ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك والسدي وابن زيد . وقيل : إنه اذا نزل المسيح رفع التكليف لئلا يكون رسولا الى اهل ذلك الزمان في ما يأمرهم به عن الله وينهاهم عنه . وقيل : انه عليه السلام يعود غير مكلف فى دولة المهدي وإن كان التكليف باقياً على اهل ذلك الزمان . وقال قوم : إن الضمير يعود الى القرآن يعلمكم بقيامها ويخبركم عنها وعن احوالها . وهو قول الحسن ، والفائدة بالعلم بالساعة انه يجب التأهب لها من اجل انها تقوم للجزاء لا محالة ، وفى الشك فيها فتور فى العمل لها ، ويجب لأجلها اجتناب القبائح التي يستحق بها الذم والعقاب واجتناء المحاسن التي يستحق بها المدح والثواب . وروي عن ابن عباس شاذاً أنه من - العلم - بفتح العين واللام بمعنى انه علامة ودلالة على الساعة وقربها . ثم خاطب الأمة فقال { فلا تمترن بها } أي لا تشكن فيها . والمرية الشك ويدل على ان المراد به جميع الامة قوله { وأتبعوني هذا صراط مستقيم } أي ما أخبرتكم به من البعث والنشور والثواب والعقاب { صراط مستقيم } ثم نهاهم فقال { ولا يصدّنكم الشيطان } أي لا يمنعكم الشيطان عن اتباع الطريق المستقيم الذي بيّنه الذي يفضي بكم إلى الجنة ، ولا يعدل بكم إلى الطريق المؤدي إلى النار { إنه لكم عدو مبين } فالعداوة طلب المكروه والمكيدة والايقاع فى كل مهلكة من أجل العداوة التي فى هلاك صاحبها شفاء لما فى صدره منها . ثم اخبر تعالى عن حال عيسى عليه السلام حين بعثه الله نبياً فقال { ولما جاء عيسى بالبينات } يعني بالمعجزات . قال قتادة يعني بالانجيل { قال } لهم { قد جئتكم بالحكمة } أي بالذي من عمل به من العباد نجا ومن خالفه هلك . وقوله تعالى { ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه } . قال مجاهد : يعني من احكام التوراة وقال قوم : تقديره قد جئتكم بالانجيل ، وبالبينات التي يعجز عنها الخلق . والذي جاء به عيسى هو بعض ما اختلفوا فيه ، وبين لهم فيه . وقال قوم : البعض يراد به - ها هنا - الكل كأنه قال : ولأبين لكم جميع ما تختلفون فيه . وقيل أراد به من أمر دينكم دون أمر دنياكم . والاختلاف اصل كل عداوة . والوفاق أصل كل ولاية لأن الخلاف يوجب البغضة ، ثم يقوى بالكثرة حتى يصير عداوة ، ثم قال لهم يعني عيسى عليه السلام { فاتقوا الله } بأن تجتنبوا معاصيه وتفعلوا طاعاته { وأطيعون } في ما أدعوكم اليه من العمل بطاعة الله . ثم قال لهم ايضاً { إن الله } الذي تحق له العبادة { هو ربي وربكم فاعبدوه } خالصاً ولا تشركوا به معبوداً آخر . ثم قال { هذا صراط مستقيم } يفضي بكم إلى الجنة وثواب الله . وقوله { فاختلف الأحزاب من بينهم } قال السدي يعني اليهود والنصارى . وقال قتادة : يعني الفرق الذين تحزبوا فى أمر عيسى عليه السلام فقال الله تعالى { فويل للذين ظلموا } نفوسهم بارتكاب معاصي الله { من عذاب يوم أليم } وهو يوم القيامة .