Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 86-89)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ عاصم وحمزة { وقيله } بكسر اللام على تقدير وعنده علم الساعة وعلم قيله . والباقون بالنصب . وقال الاخفش : رداً على قوله { أم يحسبوا أنا لا نسمع سرهم … وقيله } وهو نصب على المصدر . وقال قوم : معناه أم يحسبون انا لا نسمع سرهم ولعلمهم وقيله ، لأنه لما قال { وعنده علم الساعة } كان تقديره ويعلم قيله ، وقرأ قتادة { وقيله } بالرفع جعله ابتداء . يقول الله تعالى مخبراً إن الذي يدعونه الكفار إلهاً ويوجهون عبادتهم اليه من الأصنام والاوثان وغيرها لا يملكون من دون الله الشفاعة . وهي مسألة الطالب العفو عن غيره وإسقاط الضرر عنه ، لأن حقيقة الشفاعة ذلك . وعند قوم يدخل فيها المسألة فى زيادة المنافع . ثم استثنى من جملتهم من شهد بالحق وهم عالمون بذلك وهم الملائكة وعيسى وعزير . وقيل : المعنى ولا يشفع الملائكة وعيسى وعزير الا من شهد بالحق ، وهو يعلم الحق - ذكره مجاهد - وقال قوم { إلا من شهد بالحق } الملائكة وعيسى وعزير لهم عند الله شهادة بالحق . وقيل : المعنى إلا من يشهد بأنه أهل العفو عنه { وهم يعلمون } ذلك . وهؤلاء أصحاب الصغائر والذين تابوا من الكبائر . ثم قال تعالى و { لئن سألتهم } يا محمد يعني هؤلاء الكفار { من خلقهم } وأخرجهم من العدم إلى الوجود { ليقولن الله } لانهم يعلمون ضرورة أن الاصنام لم تخلقهم . فقال الله تعالى معنفاً لهم { فأني يؤفكون } مع علمهم بأن الله هو خالقهم ، فكيف ينقلبون عن عبادته إلى عبادة غيره . وقوله { وقيله يا رب } من نصبه احتمل ان يكون بقوله { إلا من شهد بالحق } وقال { وقيله يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون } على وجه الانكار عليهم . وقيل : المعنى أم يحسبون انا لا نسمع سرهم ونجواهم … وقيله . وقال الزجاج : الاختيار { وعنده علم الساعة } ويعلم { قيله } ومن جر فعلى تقدير وعنده علم الساعة وعلم قيله يا رب . وقيل : معنى { وقيله } أنه شكا محمد صلى الله عليه وآله شكوة إلى ربه . ثم قال لنبيه صلى الله عليه وآله { فاصفح عنهم } أي اعف عنهم . قال قتادة : وكان ذلك قبل أمره إياه بقتالهم { وقل سلام } رفع على تقديره وهو عليكم سلام أي ما سلم به من شرهم وأذاهم . وقال الحسن : يعني { وقل سلام } احلم عنهم ثم هددهم فقال { فسوف تعلمون } بالتاء على وجه الخطاب . الباقون بالياء على الخبر عن الكفار الذين مضى ذكرهم .