Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 45, Ayat: 31-37)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ حمزة وحده { والساعة لا ريب فيها } نصباً عطفاً على " ان وعده " وتقديره ان وعد الله حق وإن الساعة آتية . الباقون بالرفع على الاستئناف او عطفاً على موضع { إن } . لما اخبر الله تعالى عن حال المؤمنين العاملين بطاعة الله وانه يدخلهم الجنة أخبر عن حال الكفار ، فقال { وأما الذين كفروا } أي جحدوا وحدانيتي وكذبوا رسلي ، يقال لهم { أفلم تكن آياتي } وحججي { تتلى عليكم } قال الزجاج : جواب ( إما ) محذوف والفاء فى { أفلم } دلالة عليه بتقدير فيقال لهم { أفلم } ومثله قوله { فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم } وتقديره فيقال لهم اكفرتم بعد إيمانكم . وقال قوم : جواب " اما " الفاء فى { أفلم تكن آياتي } إلا أن الالف تقدمته ، لان لها صدر الكلام . وقوله { فاستكبرتم } فالاستكبار هو طلب التعظيم فى أعلى المراتب فهو صفة ذم فى العباد وكذلك متكبر ، لانها تقتضي التعظيم فى أعلى المراتب ، ولا يستحق التعظيم فى اعلى المراتب إلا من لا يجوز عليه صفة النقص بوجه من الوجوه { وكنتم قوماً مجرمين } أي عاصين ، فالاجرام الأنقطاع إلى الفساد ، واصله قطع الفعل عما تدعو اليه الحكمة . ثم حكى تعالى انه { وإذا قيل إن وعد الله حق } أي ما وعدوا به من الثواب والعقاب كائن لامحة { والساعة لا ريب فيها } أي لا شك فى حصولها { قلتم } معاشر الكفار { ما ندري ما الساعة } أي لا نعرفها { إن نظن إلا ظناً } ليس نعلم ذلك { وما نحن بمستيقنين } أى لسنا بمستيقنين ذلك . ثم اخبر تعالى فقال { وبدا لهم سيئات ما عملوا } ومعناه ظهر لهم جزاء معاصيهم التي عملوها فى دار التكليف من العقاب { وحاق بهم } أي حل بهم جزاء { ما كانوا به يستهزؤن } باخبار الله واخبار نبيه { وقيل } لهم { اليوم ننساكم } أى نترككم فى العقاب - فى قول ابن عباس - ونحرمكم ثواب الجنة { كما نسيتم } أى كما تركتم التأهب لـ { لقاء يومكم هذا } فلم تعملوا الطاعات وارتكبتم المعاصي وقال مجاهد : كنسيانكم يومكم { ومأواكم النار } أي مستقركم جهنم { وما لكم من ناصرين } يدفعون عنكم عذاب الله ولا لكم من مستنقذ من عذاب الله . ثم بين تعالى لم فعل بهم ذلك بان قال { ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله هزواً } يعني حججه وآياته { هزواً } أي سخرية تسخرون منها { وغرتكم الحياة الدنيا } أي خدعتكم زينتها ومعناه اغتررتم بها ، { فاليوم لا تخرجون منها } يعني من النار . وقرأ اهل الكوفة إلا عاصماً { يخرجون } بفتح الياء وبضم الراء . الباقون بضم الياء وفتح الراء . ومن فتح الياء ، فلقوله { يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها } ومن ضم فلقوله { ولا هم يستعتبون } وطابق بينهما ومعنى { ولا هم يستعتبون } أي لا يطلب منهم العتبى والاعتذار ، لان التكليف قد زال . وقيل : معناه لا يقبل منهم العتبى . وقيل : الوجه فى ظهور أحوالهم وسيئاتهم فى الآخرة التبكيت بها والتقريع بالتكذيب لما كان يمكنهم معرفته لظهور حججه على خلقه . ثم قال تعالى { فلله الحمد رب السماوات ورب الأرض رب العالمين } أي الشكر التام والمدحة التي لا يوازيها مدحة لله الذي خلق السموات والارض ودبرهما وخلق العالمين { وله الكبرياء في السماوات والأرض } أي له السلطان القاهر وله العظمة العالية التي هي فى أعلى المراتب لا يستحقها سواه { وهو العزيز } أي القادر الذي لا يغالب { الحكيم } فى جميع أفعاله . وقيل : ( عزيز ) فى انتقامه من الكفار ( حكيم ) في ما يفعل بهم وبالمؤمنين من الثواب .