Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 45, Ayat: 26-30)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله { قل } لهم يا محمد { الله يحييكم } فى دار الدنيا ، لانه لا يقدر على الأحياء احد سواه تعالى لانه قادر لنفسه { ثم يميتكم } بعد هذا { ثم يجمعكم إلى يوم القيامة } بأن يبعثكم ويعيدكم أحياء ، وإنما احتج بالاحياء فى دار الدنيا ، لأن من قدر على فعل الحياة في وقت قدر عليها في كل وقت . ومن عجز عنها في وقت وتعذرت عليه مع كونه حياً ومع إرتفاع الموانع عجز عنها فى كل وقت . ثم بين أن يوم القيامة { لا ريب فيه } أي لا شك فى كونه { ولكن أكثر الناس لا يعلمون } ما قلناه لعدولهم عن النظر الموجب للعلم بصحة ذلك . ثم قال تعالى { ولله ملك السماوات والأرض ويوم تقوم } أي وله الملك يوم تقوم { الساعة يخسر فيه المبطلون } ثواب الله . والمبطل هو من فعل الباطل وعدل عن الحق . ثم اخبر تعالى عن حال يوم القيامة فقال { وترى كل أمة جاثية } فالامة الجماعة التي على مقصد ، واشتقاقه من أمه يؤمه أماً إذا قصده ، والأمم أمم الانبياء { جاثية } وقال مجاهد والضحاك وابن زيد : معناه باركة مستوفرة على ركبها والجثو البروك . والجثو البروك على طرف الاصابع ، فهو ابلغ من الجثو . وقوله { كل أمة تدعى إلى كتابها } قيل معناه إلى كتابها الذي كان يستنسخ لها ويثبت فيه أعمالها . وقال بعضهم : كتابها الذي انزل على رسولها - حكي ذلك عن الجاحظ - والاول الوجه . ثم حكى إنه يقال لهم { اليوم تجزون ما كنتم تعملون } من طاعة او معصية على الطاعة بالثواب وعلى المعصية بالعقاب . ثم قال تعالى { هذا كتابنا } يعني الذي أستنسخ { ينطق عليكم بالحق } جعل ثبوت ما فيه وظهوره بمنزلة النطق ، وإنه ينطق بالحق دون الباطل . ثم قال تعالى { إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون } قال الحسن : نستنسخ ما حفظت عليكم الملائكة الحفظة . وقيل : الحفظة تستنسخ ما هو مدون عندها من أحوال بني آدم الجزائية فى قول ابن عباس - وروي عن علي عليه السلام أن الله ملائكة ينزلون فى كل يوم يكتبون فيه أعمال بني آدم ، ومعنى نستنسخ نستكتب الحفظة ما يستحقونه من ثواب وعقاب ونلقي ما عداه مما أثبته الحفظة ، لانهم يثبتون جميعه . ثم قسم تعالى الخلق فقال { فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات } أي صدقوا بواحدانيته وصدقوا رسله وعملوا الاعمال الصاحات { فيدخلهم ربهم في رحمته } من الثواب والجنة . ثم بين ان { ذلك هو الفوز المبين } أي الفلاح الظاهر .