Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 112-112)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ الكسائي والأعشى إِلا النفار { هل تستطيع } بالتاء { ربك } بنصب الباء . الباقون بالياء وضم الباء . وأدغم الكسائي اللام في التاء . قيل في العامل في { إِذ } قولان : أحدهما - أوحيت . الثاني - اذكر إِذ قال الحواريون . وكلاهما يحتمل . وقيل في معنى قوله { هل يستطيع ربك } ثلاثة أقوال : أحدها - هل يقدر وكان هذا في ابتداء أمرهم قبل أن تستحكم معرفتهم بالله تعالى ، وما يجوز عليه وما لا يجوز من الصفات ، ولذلك أنكر عليهم نبيهم ، فقال { اتقوا الله إن كنتم مؤمنين } ، لانه لم يستكمل ايمانهم في ذلك الوقت . الثاني - هل يفعل ذلك قاله الحسن ، كما يقول القائل : هل تستطيع أن تنهض أي هل تفعل ، لأن المانع من جهة الحكمة أو الشهوة قد يجعل بمنزلة المنافي للاستطاعة . الثالث - هل يستجيب لك ربك . قال السدي هل يطيعك ربك ان سألته ، فهذا على معنى استطاع وأطاع كقولهم استجاب بمعنى أجاب ، وانما حكى سيبويه استطاع بمعنى أطاع على زيادة السين . ومعنى قراءة الكسائي { هل تستطيع } ان تستدعي اجابة ربك . وأصله هل تستدعي طاعته فيما قبله من هذا - هذا قول الزجاج وفيه وجه آخر وهو هل تقدر أن تسأل ربك . والفرق بين الاستطاعة والقدرة أن الاستطاعة انطياع الجوارح للفعل والقدرة هي ما أوجبت كون القادر قادراً ولذلك يوصف تعالى بأنه قادر ، ولا يوصف بانه مستطيع . والمائدة الخوان لانها تميد بما عليها أي تحركه . قال أبو عبيدة : هي ( مفعولة ) في المعنى ولفظها ( فاعلة ) كقوله { عيشة راضية } أي مرضية واصل المائدة الحركة من قولهم ماد يميد ميداً اذا تحرك ، عن الزجاج . ومنه المائد المدار به في البحر ماد يميد ميداً . وماده اذا أعطاه ومنه قول رؤبة : @ نهدي رؤوس المترفين الانداد الى أمير المؤمنين الممتاد @@ أي المستعطي ومادهم يميدهم ميداً اذا اطعمهم على المائدة ثم كثر حتى قيل لكل مطعم . وقوله { قال اتقوا الله إِن كنتم مؤمنين } معناه اتقوا معاصيه وكثرة سؤال الآيات ، لانكم ان كنتم مؤمنين بالله وبصحة نبوة عيسى ، فقد أغناكم ما عرفتموه عن الآيات واتقوا سؤال نزول المائدة ، فانكم لا تعلمون ما يفعل الله بكم عند هذا السؤال .