Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 114-114)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخبر الله تعالى عن عيسى ( ع ) أنه سأل ربه أن ينزل عليه مائدة من السماء تكون عيداً لهم لأولهم وآخرهم على ما يقترحه قومه . ورفع ( تكون ) لانه صفة للمائدة كما قال { فهب لي من لدنك ولياً يرثني } في قراءة من رفعه لأنه جعله صفة . وفيه محذوف ، لأن تقديره عيداً لنا ولأولنا وآخرنا لتصح الفائدة في تكرير اللام في أولنا وآخرنا ، وقيل في معناه قولان : أحدهما - نتخذ اليوم الذي تنزل فيه عيداً نعظمه نحن ومن يأتي بعدنا - في قول السدي وقتادة وابن جريج - وهو قول أبي علي . الثاني - يكون ذلك عائدة فضل من الله ونعمة منه تعالى . والاول هو وجه الكلام . وقيل : إِنها نزلت يوم الاحد . وقوله { وآية منك } فالآية هي الدلالة العظيمة الشأن في إِزعاج قلوب العباد إلى الاقرار بمدلولها ، والاعتراف بالحق الذي يشهد به ظاهرها ، فهي دلالة على توحيدك وصحة نبوة نبيك . وقيل في طعام المائدة ثلاثة أقوال : أولها - قال ابن عباس وأبو عبد الرحمن : هو خبز وسمك ، وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله ( ع ) قال عطية كانوا يجدون في السمك طيب كل طعام . الثاني - قال عمار بن ياسر : كانا ثمراً من ثمار الجنة . الثالث - قال زادان وابو ميسرة : كان عليها من كل طعام إِلا اللحم . وقوله : { وارزقنا } قيل في معناه - ها هنا قولان : أحدهما - واجعل ذلك رزقاً لنا . الثاني - وارزقنا الشكر عليها - ذكرهما الجبائي - وانما يكون الشكر رزقا منه لنا لأنه لطف فيه ووفق له وإِعانة عليه كما يكون المال رزقا لنا اذا ملكنا إِياه لا بخلقه له . وفي الآية دلالة على أن العباد يرزق بعضهم بعضا بدلالة قوله { وأنت خير الرازقين } لانه لو لم يصح ذلك لم يجز { خير الرازقين } كما أنه لما لم يجز أن يكونوا آلهة لم يصح أن يقول أنت خير الآلهة ، وصح { أرحم الراحمين } و { أحكم الحاكمين } و { أسرع الحاسبين } و { أحسن الخالقين }