Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 57-57)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ { والكفار } بالجر أبو عمرو ، ونافع ، والكسائي . والباقون بالنصب ، فمن نصب عطف على { الذين اتخذوا دينكم } وحجتهم في ذلك قوله : { لا يتخذوا المؤمنون الكافرين أولياء } . ومن جرعطف على { من الذين أوتوا الكتاب } أي ومن الكفار أولياء وحجتهم في ذلك أن الحمل على أقرب العاملين أجود ، لانها لغة القرآن وحسن الحمل على الجر ، لان فرق الكفار ثلاث المشرك . والمنافق . والكتابي الذي لم يسلم وقد كان منهم الهزء فساغ لذلك أن يكون الكفار مجروراً وتفسيراً للموصول وموضحاً له . وقد اخبر الله تعالى أن المشركين كان منهم إِستهزاء بقوله { إِنا كفيناك المستهزئين } وعن المنافقين في قوله : { وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤن } واخبر عن الكتابي في هذه الآية . فقال { لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزواً ولعباً من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار } وإِن وقع على جميع الأصناف ، فهو في من ليس من أهل الكتاب أليق ، وعليه أغلب ، فلذلك أفرد بالذكر . وقال الحسن : المعنى بالكفار مشركوا العرب ، وإِنما دخل غيرهم في الحكم بما صحب الكلام من الدليل وقال غيره : يدخل فيه جميع أصناف الكفار ، وانما وصفهم الله تعالى بما كانوا عليه من التلاعب بالدين لامرين : أحدهما - لاغراء المؤمنين بعداوتهم والبراءة منهم . الثاني - ذماً لهم وتحذيراً من مثل حالهم لأنها حال السفهاء الذين لا خلاق لهم . وقال ابن عباس : كان رفاعة بن زيد بن التابوت وسويد بن الحارث قد أظهرا الاسلام ثم نافقا ، وكان رجال من المسلمين يوادونهما ، فانزل الله هذه الآية ويجوز في " هزواً " أربعة أوجه : الاول " هزؤاً " بضم الزاي وتخفيف الهمزة ، الثاني هزواً بالواو ومن غير همز على التخفيف لأن الهمزة مفتوحة قبلها ضمة كجون ، الثالث هزأ بسكون الزاي والهمز . الرابع هزى على وزن هدى بفتح الزاي واسقاط الهمزة . والهزء السخرية وهو اظهار ما يلهي تعجباً مما يجري . قال الله تعالى : { ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزؤن } وقال الشاعر : @ ألا هزئت واعجبها المشيب فلا نكر لديك ولا عجيب @@ ويقال هزئ به يهزأ هزواً وهزؤا واستهزؤا به استهزاءاً . و ( اللعب ) الأخذ على غير طريق الحق ، ومثله العبث وأصله من لعاب الصبي يقال : لعب يلعب لعباً اذا سال لعابه لانه يخرج الى غير جهته وكذلك اللاعب يمر في غير جهة الصواب . وقوله : { إن كنتم مؤمنين } : قيل في معناه قولان : أحدهما - ان كنتم مؤمنين بوعده ووعيده . الثاني - إِن من كان مؤمناً غضب لايمانه على من طعن فيه . وكافاه بما يستحقه من المقت له .