Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 70-70)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اللام في قوله { لقد } لام القسم . أقسم الله تعالى أنه أخذ الميثاق وهو الأيمان المؤكدة التي أخذها أنبياءهم على بني اسرائيل في قول ابي علي . وقال غيره : يجوز أن يكون الميثاق هي الآيات البينة التي قرر بها علم ذلك عندهم . وإِنما أخذ ميثاقهم على الاخلاص لتوحيد الله تعالى ، والعمل بها أمر به ، والانتهاء عما نهى عنه والتصديق برسله والبشارة بالنبي الاميِّ والاقرار به ، حسب ما تقدمت صفته عندهم . ووجه الاحتجاج على أهل الكتاب بما أخذ على آبائهم من الميثاق أنهم قد عرفوا ذلك في كتبهم ، وأقروا بصحته ، فحجته لازمة لهم ، والعمل به واجب عليهم ، وعيب المخالفة يلحقهم كما لحق آباءهم الذين نقضوا الميثاق الذي أخذ عليهم . وقوله { كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم } والهوى هو لطف محل الشئ من النفس مع الميل اليه بما لا ينبغي ، فلذلك غلب على الهوى صفة الذم ، كما قال تعالى { ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى } ويقال : منه : هوى يهوى ويقال : هوى يهوي هوياً إِذا انحط في الهواء وأهوى بيده إِذا انحط بها ليأخذ شيئاً . و { فأمُّه هاوية } أي جهنم ، لأنه يهوي فيها . وهم يتهاوون في الهواء اذا سقط بعضهم في أثر بعض والفرق بين الهوى والشهوة : أن الشهوة تتعلق بالمدركات فيشتهي الانسان الطعام ، ولا يهوى الطعام . وهواء الجو ممدود ، وهوى النفس مقصور . وقوله { وأفئدتهم هواء } قيل فيه قولان : أحدهما - أنها منحرفة لا تعي شيئاً كهواء الجو . والآخر أنه قد أطارها الخوف . ومنه قوله { كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران } أي استهوته من هوى النفس . وقوله { فريقاً كذبوا وفريقاً يقتلون } نصب فريقاً في الموضعين بأنه مفعول به قدم . وإِنما قال في الأول { كذبوا } بلفظ الماضي . وفي الثاني { يقتلون } بلفظ المستقبل لأمرين : أحدهما - ليدل بذلك على أن من شأنهم ذلك وعادتهم ففيه معنى كذبوا وقتلوا ويكذبون ويقتلون مع موافقته لرؤوس الآي . الثاني - أن يكون على معنى فريقاً كذبوا ، ولم يقتلوا وفريقاً كذبوا وقتلوا فيكون يقتلون صفة الفريق .