Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 77-77)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أمر الله تعالى نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) أن يخاطب أهل الكتاب ، وهم النصارى ها هنا . وقال قوم : المراد به اليهود والنصارى ، لأن اليهود أيضاً غلوا في تكذيب عيسى ، ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) ويقول لهم { لا تغلو في دينكم } ومعناه لا تتجاوزوا الحد الذي حده الله لكم الى الازدياد . وضده التقصير وهو الخروج عن الحد الى النقصان . والزيادة في الحد والنقصان معاً فساد أي ودين الله الذي أمر به هو بين الغلو ، والتقصير ، وهو الاقتصاد . وقوله { ولا تتبعوا أهواء قوم } وقل لهم : لا تسلكوا سبيل الأوائل ، لأن الاتباع هو سلوك الثاني طريقة الأول على وجه الاقتداء به وقد يتبع الثاني الأول في الحق وقد يتبعه في الباطل . وإِنما يعلم أحدهما بدليل . والمراد ها هنا النهي عن اتباع سبيلهم الباطل . و { الأهواء } ها هنا المذاهب التي تدعو اليها الشهوة دون الحجة ، لأن قد يستثقل النظر لما فيه من المشقة ، ويميل طبعه الى بعض المذاهب فيعتقده ، وهو ضلال فيهلك به . وقوله : { قد ضلوا من قبل } فيه قولان : قال الحسن ، ومجاهد : هم اليهود . وقال أبو علي هم أسلافهم الذين هم رؤساء ضلالتهم الذين سنوا لهم هذا الكفر من الفريقين اليهود والنصارى { وأضلوا كثيراً } يعني هؤلاء الذين ضلوا من قبل وأضلوا أيضاً كثيراً من الخلق . ونسب الاضلال اليهم ، من حيث كان بدعائهم وإغوائهم . وقوله { وضلوا عن سواء السبيل } قيل في معناه قولان : أحدهما - ضلوا باضلالهم غيرهم في قول الزجاج . الثاني - وضلوا من قبل ، وضلوا من بعد ، فلذلك كرر . وقيل { وضلوا من قبل } عن الهدى في الدنيا { وأضلوا كثيراً } عن طريق الجنة . و { سواء السبيل } معناه مستقيم الطريق . والمعنى فيه الحق من الدين ، لأنه يستقيم بصاحبه الى الجنة ، والخلود في النعيم . وقيل له : سواء لاستمراره على استواء .