Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 52, Ayat: 1-8)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

سبع آيات حجازي وثمان في ما عداه ، عدّ الكوفيون والشاميون { والطور } ولم يعده الحجازيون . الوجه فى القسم بالطور هو ما قدمناه فى قوله { والذاريات } وغير ذلك ، وهو أن الله تعالى له أن يقسم بما يشاء من خلقه ، وليس للعباد ان يقسموا إلا به . وقيل : الطور هو الجبل الذي كلم الله عليه موسى . وقال مجاهد : الطور جبل . وقال المبرد : يقال لكل جبل طور . فاذا ادخلت عليه الألف واللام كان معرفة لشيء بعينه . ومنه قوله { ورفعنا فوقهم الطور } وقيل : إنه سرياني { وكتاب مسطور } أي مكتوب - فى قول قتادة والضحاك - قال رؤية : @ إني واسطار سطرن سطرا @@ وقيل : الكتاب المسطور : هو الذي كتبه الله على خلقه من الملائكة في السماء يقرؤن فيه ما كان ويكون . وقيل : هو القرآن مكتوب عند الله فى اللوح المحفوظ ، وهو الرق المنشور . وقال الفراء : الكتاب المسطور صحائف الاعمال فمن أخذ كتابه بيمينه ، ومن أخذ كتابه بشماله . والسطر ترتيب الحروف . والمسطور المرتب الحروف على وجه مخصوص ، سطرته أسطره سطراً ، فأنا ساطر وذلك مسطور { في رق منشور } فالرق جلد رقيق يصلح للكتابة . وقال ابو عبيدة : الرق هو الورق . وقيل : إنما ذكر الرق ، لانه من أحسن ما يكتب عليه ، فذكر لهذه العلة ، فاذا كتبت الحكمة في ما هو على هذه الصفة كان أبهى وأولى . والمنشور المبسوط . وإنما قيل : منشور ، لانه أبهى في العيون . وقوله { والبيت المعمور } قيل : هو بيت في السماء الرابعة بحيال الكعبة ، تعمره الملائكة بما يكون منها فيه من العبادة . وروي ذلك عن علي عليه السلام وابن عباس ومجاهد . قال على عليه السلام يدخل كل يوم سبعون الف ملك ثم لا يعودون فيه . وقال الحسن البيت المعمور : البيت الحرام . وقال أمير المؤمنين عليه السلام ومجاهد وقتادة وابن زيد { والسقف المرفوع } هو السماء . وقوله { والبحر المسجور } فالبحر المجري الواسع العظيم من مجاري الماء ، واصله الاتساع . والبحيرة الناقة التي يوسع شق أذنها وتخلى في المرع . وتبحر فلان في العلم إذا اتسع فيه ، والمسجور المملؤ . ومنه سجرت التنور إذا ملأته ناراً . وعين سجراء ممتلئة فيها حمرة كأنها احمرت مما هو لها كسجار التنور . وقال مجاهد وابن زيد : البحر المسجور الموقد . وقال قتادة : هو المملوء قال لبيد : @ فتوسطا عرض السري وصدعا مسجورة متجاوز أقدامها @@ وروي في الحديث ان البحر يسجر ، فيكون ناراً في جهنم . وقوله { إن عذاب ربك لواقع } جواب القسم ، أقسم الله تعالى بالاشياء التي تقدم ذكرها ليتحقق عند العباد أن عذابه واقع لا محالة لمن وافى على الصفة التي يستحق بها العقوبة ، وأن لا يطمع أن ينفعه سؤال حميم او قريب منه قال النمر ابن تولب العكلي : شاهداً فى المسجور : @ إذا شاء طالع مسجورة ترى حولها النبع والسما سما @@ وإنما هي بقعة مملوة شجراً .