Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 52, Ayat: 9-16)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثمان آيات كوفي وشامي ، وسبع في ما عداهما ، عد الكوفيون والشاميون { دعاً } ولم يعده الباقون . قوله { يوم تمور السماء موراً } يعني يوم القيامة ، وهو متعلق بقوله { إن عذاب ربك لواقع … يوم تمور السماء موراً } والمور تردد الشيء بالذهاب والمجيء كما يتردد الدخان ثم يضمحل ، مار يمور موراً فهو مائر . وقيل : يمور موراً بمعنى يدور دوراً - فى قول مجاهد - وقال الضحاك : معناه يموج موجاً قال الاعشى انشده أبو عبيدة : @ كان مشيتها من بيت جارتها مور السحابة لا ريث ولا عجل @@ ورواه غيره مر السحابة { وتسير الجبال سيراً فويل يومئذ للمكذبين } الذين ينكرون اخبار الله تعالى فهؤلاء الجهال أنكروا ما اخبر به الانبياء بأن نسبوه إلى الكذب { الذين هم في خوض يلعبون } فالخوض الدخول فى الماء بالقدم وشبه به الدخول فى الأمر بالقول ، يقال خاض يخوض خوضاً ، فهو خائض . وخوضه فى الشراب تخويضاً ، ومنه المخوض . واللعب طلب الفرح بمثل حال الصبي فى إنتفاء العمل على مقتضى العقل ، لعب لعباً فهو لاعب ، ودخلت الفاء في { فويل } لما فيه من معنى الجزاء ، لان تقديره إذا كان كذا وكذا فويل ، ومعنى الآية إني سأعلمهم بكفرهم وتصير عاقبتهم العذاب . وقوله { يوم يدعون إلى نار جهنم دعاً } معناه يوم يدعون إلى نار جهنم للعذاب فيها ، دعه يدعه دعاً إذا دفعه . ومثله صكه يصكه صكاً ، والداع الدافع وقيل : الدع الدفع بانزعاج وإرهاق - في قول قتادة والضحاك - . وقوله { هذه النار التي كنتم بها تكذبون } أي يقال لهم على وجه التوبيخ : هذه النار التي كنتم تكذبون بها في دار التكليف حين جحدتم الثواب والعقاب والنشور . ويقال لهم على وجه الانكار عليهم { أفسحر هذا } قد غطى على ابصاركم { أم أنتم لا تبصرون } ثم يقال لهم { اصلوها } يعني النار { فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم } كونكم في العقاب صبرتم أو لم تصبروا ، فانه لا يحيف عليكم { إنما تجزون ما كنتم } أي جزاء ما كنتم { تعملون } في الدنيا من المعاصي والصلي لزوم النار المعذب بها صلى يصلي صلياً ، ومنه الصلاة للزوم الدعاء فيها ، ومنه : @ صلى على دنها وارتسم @@ أي لزم ، والمصلي الذي يجيء في اثر السابق على لزوم أثره والأصل لزوم الشيء ، والصبر حبس النفس على الأمر بالعمل فكأنه قال : احبسوا أنفسكم على النار لتعاملوا بالحق او لا تحبسوا سواء عليكم في ان الجزاء لا محالة واقع بكم ولا حق لكم . والجزاء مقابلة العمل بما يقتضيه في العقل من خير او شر . والسواء والاستواء والاعتدال بمعنى واحد . والاستواء إمتناع كل واحد من المقدارين من ان يكون زائداً على الآخر او ناقصاً عنه ، فالصبر وترك الصبر لا ينفع واحد منهما في رفع العذاب عن أهل النار .