Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 56, Ayat: 41-50)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
عشر آيات كوفي عند جميعهم . وأحدى عشر آية في المدني الأول . عد الكل { وأصحاب الشمال } ولم يعده الكوفيون . وعد الكل { في سموم وحميم } ولم يعده الكوفيون ، وعد { المكنون } و { كانوا يقولون } ولم يعده الباقون . وعد الكل إلا اسماعيل والشاميين { الأولين والآخرين } وعد اسماعيل والشاميون { لمجموعون } ولم يعده الباقون . قيل في معنى قوله { وأصحاب الشمال } ثلاثة اقوال : أحدها - إنهم الذين يؤخذ بهم ذات الشمال إلى جهنم . الثاني - هم الذين يأخذون كتبهم بشمالهم . الثالث - الذين يلزمهم حال الشؤم والنكد . وكل هذا من أوصافهم . وقوله { ما أصحاب الشمال } معناه معنى قوله { وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة } وقد فسرناه . وقوله { في سموم وحميم } فالسموم الريح الحارة التي تدخل فى مسام البدن ، ومسام البدن خروقه ، ومنه أخذ السم ، لانه يسري في المسام . والحميم الحار الشديد الحرارة من الماء ، ومنه قوله { يصب من فوق رؤسهم الحميم } وحم ذلك أي ادناه كأنه حرر أمره حتى دنا . وقيل : في سمون جهنم وحميمها . وقوله { وظل من يحموم } فاليحموم الاسود الشديد السواد باحتراق النار ، وهو ( يفعول ) من الحم ، وهو الشحم المسود باحتراق النار . وأسود يحموم أي شديد السواد { وظل من يحموم } أي دخان شديد السواد - في قول ابن عباس وابي مالك ومجاهد وقتادة وابن زيد - وقوله { لا بارد ولا كريم } معناه لا بارد كبرد ظلال الشمس ، لانه دخان جهنم ، ولا كريم ، لان كل ما انتفى عنه الخير ، فليس بكريم . وقال قتادة : لا بارد المنزل ولا كريم المنظر . وقوله { إنهم كانوا قبل ذلك مترفين } قال ابن عباس : معناه إنهم كانوا في الدنيا متنعمين . وقوله { وكانوا يصرون على الحنث العظيم } قال قتادة ومجاهد كانوا يقيمون على الذنب العظيم ، ولا يتوبون منه ، ولا يقلعون عنه . وقال الحسن والضحاك وابن زيد : كانوا يقيمون على الشرك العظيم . وقيل : اصرارهم على الحنث هو ما بينه الله تعالى في قوله { وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت } والاصرار الاقامة على الامر من جهة العزم على فعله ، فالاصرار على الذنب نقيض التوبة منه ، والحنث نقض العهد المؤكد بالحلف ، فهؤلاء ينقضون العهود التي يلزمهم الوفاء بها ، ويقمون على ذلك غير تائبين منه ، ووصف الذنب بأنه عظيم أنه اكبر من غيره مما هو أصغر منه من الذنوب . وقوله { وكانوا يقولون أئذا متنا وكنا تراباً وعظاماً أئنا لمبعوثون أو آباؤنا الأولون } ؟ ! حكاية من الله تعالى عما كان يقول هؤلاء الكفار من انكارهم البعث والنشور والثواب والعقاب وأنهم كانوا يقولون مستبعدين منكرين : أئذا متنا وخرجنا عن كوننا أحياء وصرنا تراباً وعظاما بالية أئنا لمبعوثون ؟ ! ولم يجمع ابن عامر بين الاستفهامين إلا ها هنا ، أو يبعث واحد من آبائنا الذين تقدموا قبلنا ويحشرون ويردون إلى كونهم أحياء إن هذا لبعيد . والواو في قوله { أو آباؤنا } متحركة ، لأنها واو العطف دخل عليها ألف الاستفهام ، فقال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله { قل إن الأولين والآخرين لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم } أي قل لهم يا محمد إن تقدمكم من آبائكم او غير آبائكم ، والآخرين الذين يتأخرون عن زمانكم يجمعهم الله ويبعثهم ويحشرهم إلى وقت يوم معلوم عند الله ، وهو يوم القيامة .