Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 129-129)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قيل في معنى قوله { نولي بعض الظالمين بعضا } قولان : احدهما - انا نكل بعضهم الى بعض في النصرة والمعونة في الحاجة ، ولا نحول بينهم . الثاني - نجعل بعضهم يتولى القيام بأمر بعض . وقيل في كيفية تولية الله الظالمين بعضهم بعضاً أقوال : أحدها - بأن حكم ان بعضهم يتولى بعضا فيما يعود عليه بالوبال من الاعمال التي يتفقون عليها . الثاني - بأن يخلي بينهم وبين ما يختارونه من غير نصرة لهم . وثالثها - ما قال قتادة : انه من الموالات والتتابع في النار ، أي يدخل بعضهم عقيب بعض . ووجه التشبيه في قوله { وكذلك } قال الرماني : اي كذلك المهل بتخلية بعضهم مع بعض للامتحان الذي معه يصح الجزاء على الاعمال ، بجعل بعضهم يتولى أمر بعض للعقاب الذي يجري على الاستحقاق . وقال الجبائي : المعنى إِنا كما وكلنا هؤلاء الظالمين من الجن والانس بعضهم الى بعض يوم القيامة وتبرأنا منهم كذلك نكل الظالمين بعضهم الى بعض يوم القيامة ونكل الاتباع الى المتبوعين ، ونقول للاتباع قولوا للمتبوعين حتى يخلصوكم من العذاب . والغرض بذلك اعلامهم انه ليس لهم يوم القيامة وليّ يدفع عنهم شيئا من العذاب . وقال غيره : لما حكى الله تعالى ما يجري بين الجن والانس من الخصام والجدال في الآخرة ، قال الله لهم : النار مثواكم . ثم قال { وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا } أي كما فعلنا بهؤلاء من الجمع بينهم في النار وتولية بعضهم بعضا وجعل بعضهم أولى ببعض ، نفعل مثله بالظالمين جزاء على أعمالهم . والفرق بين ( ذلك ) و ( ذاك ) أن زيادة اللام في ( ذلك ) قامت مقام هاء التنبيه التي تدخل في ذاك فتقول هذاك ولا تقول هذلك . ولا يجوز إِمالة ( ذلك ) لان ( ذا ) بمنزلة الحرف ، والاصل في الحروف ألاّ تمال ، لان التصريف انما هو للافعال والاسماء . وقوله { بما كانوا يكسبون } معناه بما كانوا يكسبونه من المعاصي وان ما يفعله بهم من العقاب جزاء على أعمالهم القبيحة .