Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 132-132)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ ابن عامر { عما تعملون } بالتاء . الباقون بالياء . ومن قرأ بالياء حمله على الغيبة . ومن قرأ بالتاء حمله على الخطاب للمواجهة . وفي الآية حذف وتقديرها ، ولكل عامل بطاعة الله او معصيته منازل من عمله حتى يجازيه ان خيرا فخيرا ، وان شرا فشرا . وما تقدم من ذكر الغافلين يدل على هذا الحذف . و ( قبل . وبعد ) بنيتا عند حذف المضاف في مثل قوله { لله الأمر من قبل ومن بعد } لانهما في حال الاعراب لم يكونا على التمكن التام ، لانه لا يدخلهما الرفع في تلك الحال ، فلما انضاف الى هذا النقصان من التمكن بحذف المضاف اليه أخرجا الى البنأ ، وليس كذلك ( كل ) فانه متمكن على كل حال ولذلك لم يبن . و ( الدرجات ) يحتمل أمرين : احدهما - الجزاء . والثاني - الاعمال فاذا وجهت الى الجزاء كان تقديره : ولكل درجات جزاء من اجل ما عملوا ، واذا حمل على الاعمال كان تقديره : ولكل درجات أعمال من اعمالهم . وانما مثل الاعمال بالدرجات ليبين انه وان عمَّ احد قسميها صفة الحسن ، وعم الآخر صفة القبيح ، فليست في المراتب سواء ، وانه بحسب ذلك يقع الجزاء ، فالاعظم من العقاب للاعظم من المعاصي ، والاعظم من الثواب للاعظم من الطاعات . وقوله { وما ربك بغافل عما يعملون } انما ذكره ليعلموا انه لا يفوته شىء منهما ولا من مراتبهما حتى يجازي عليه بما يستحق من الجزاء ، وفيه تنبيه وتذكير للخلق في كل امورهم . والغفلة ذهاب المعنى عمن يصح ان يدركه . والغفلة عن المعنى والسهو عنه والغروب عنه نظائر ، وضد الغفلة اليقظة ، وضد السهو الذكر ، وضد الغروب الحضور .