Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 1-1)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

آية في الكوفي والبصري ، وآيتان في المدنيين ، قوله { والنور } آخر آية أخبر الله تعالى في هذه الآية أن المستحق للحمد من خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور أي خلقهما لما أشتملا عليه من عجائب الخلق ومتقن الصنع . ثم عجب ممن جعل له شركاء مع ما ترى في السماوات والارض من الدلالة على أنه الواحد الذي لا شريك له ، وقد بينا فيما تقدم وجه دلالة ذلك على أنه واحد ليس باثنين . وقوله { بربهم يعدلون } أي يجعلون له مثلا يستحق العبادة مأخوذ من قولك : لا أعدل بفلان أحدا ، أي لا نظير له عندي ولا أحد يستحق ما يستحقه . قال الكسائي : يقال عدلت الشيء بالشيء أعدله عدولا اذا ساويته ، وعدل في الحكم يعدل عدلا . وقال الحسن ومجاهد : معنى يعدلون يشركون . وانما ابتدأ تعالى هذه السورة بالحمد احتجاجا على مشركي العرب ، وعلى من كذب بالبعث والنشور فابتدأ ، فقال { الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض } فذكر أعظم الاشياء المخلوقة ، لان السماء بغير عمد ترونها ، والارض غير مائدة بنا . ثم ذكر الظلمات والنور ، وذكر الليل والنهار ، وهما مما به قوام الخلق . فأعلم الله تعالى أن هذه خلق له ، وأن خالقها لا شىء مثله . وروي عن أبي عبد الله ( ع ) أنه قال : ان الانعام نزلت جملة ، وشيعها سبعون الف ملك حين أنزلت على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فعظموها ، وبجلوها ، فان اسم الله تعالى فيها في سبعين موضعا . ولو يعلم الناس ما في قراءتها من الفضل ما تركوها .