Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 51-51)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

امر الله تعالى نبيه ( ع ) ان ينذر بهذه الآيات أي يخوف بها من هو مقر بالبعث والنشور من المؤمنين ، ومن يقر بذلك من الكفار ويعتقد انه لا معونة عند الشركاء يومئذ ، لان الامر هناك له تعالى وحده . وقد كان خلق من مشركي العرب يعتقدون ذلك ، فأمر الله ان يخص هؤلاء بالانذار ، لان الحجة لهم ألزم وان كانت لازمة للجميع . وقوله : { يخافون أن يحشروا إلى ربهم } أي يعلمون ذلك ، فهم خائفون منه أي عاملون بما يؤديهم الى السلام عنده . وقال الفراء : يخافون الحشر الى ربهم علما بأنه سيكون فلذلك فسَّره المفسرون يخافون بمعنى يعلمون . وقال الجبائي : امر الله ان يخوف بالعقاب من هو خائف ، لانه لما أعلمهم ان الله يعذبهم بكفرهم اذا حشروا ، كانوا يخافون الحشر لكونهم شاكين فيما أخبرهم به النبي ( صلى الله عليه وسلم ) من الحشر والعذاب . وكانوا يخافون ذلك لشكهم فيه ، وان كانوا غير مؤمنين . والاول قول البلخي والزجاج . وقوله : { ليس لهم من دونه ولي } أو من يدفع عنهم ما يريد الله إِنزاله بهم من عذابه ، وعقوباته ، ولا شفيع يشفع يدفع بشفاعته عنهم ما يريد الله انزاله بهم من ذلك على ما قالت النصارى انهم ابناء الله واحباؤه . وقوله : { لعلهم يتقون } أي لكي يتقوا معاصيه . والهاء في قوله { به } قال الزجاج : راجعة الى القرآن . وقال الجبائي : راجعة الى العذاب . وقال البلخي : راجعة الى الانذار .