Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 76-79)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ ابن ذكوان ، وحمزة والكسائي وخلف ، ويحيى والكسائي عن أبي بكر ( رأى ) بكسر الراء وامالة الهمزة منه ومن قوله { رأى أيديهم } في هود ، و { رآى قمصه } و { رأى برهان ربه } في يوسف و { رأى نارا } في طه و { لقد رأى } في النجم سبعة مواضع . وهو ما لم يقله ساكن ولم يتصل بمكنى ، وافقهم العليمي في { رأى كوكبا } حسب . وقرأ أبو عمرو - بفتح الراء - وإِمالة الهمزة فيهن . الباقون بفتح الراء والهمزة . فأن لقي ( رأى ) ساكنا ، وهو ستة مواضع ها هنا : { رأى القمر } و { رأى الشمس } وفي النحل { وإذا رأى الذين أشركوا } وفي الكهف { ورأى المجرمون } وفى الاحزاب { ولما رأى المؤمنون } بكسر الراء وكسر الهمزة فيهن حمزة وخلف وبصير وأبو بكر الا الاعشى . البرجمي . الباقون بفتح الراء والهمزة فان اتصل رأى بمكنى نحو ( رآه ورآك ورآها ) فكسر الراء وامال الهمزة حيث وقع حمزة والكسائى وخلف ويحيى والكسائي عن أبي بكر . وقرأ أبو عمرو والداحوني عن ابن ذكوان - بفتح الراء وامالة الهمزة - الباقون بفتحهما . قال ابو علي الفارسي : وجه قراءة من لم يملها انه ترك الامالة كما تركوا الامالة في قولهم : دعا ، ورمى . فلما لم يمل الالف لم يمل الالف التي قبلها ، كما أمالها من يرى الامالة ليميل الالف نحو الياء . ومن قرأ بين الفتح والكسر كما قرأ نافع ، فلا يخلو أن يريد الفتحتين اللتين على الراء والهمزة ، او الفتحة التي على الهمزة وحدها ، فان كان يريد فتحة الهمزة فأنما أمالها نحو الكسرة ليميل الالف التي في " رأى " نحو الياء كما أمال الفتحة التي على الدال من ( هدى ) والميم من ( رمى ) . وان كان يريد أنه أمال الفتحتين جميعا التي على الراء والتي على الهمزة ، فإِمالة فتحة الهمزة على ما تقدم ذكره ، واما امالة الفتحة التي على الراء فأنما أمالها لاتباعه اياها امالة فتحة الهمزة ، كأنه امال الفتحة كما أمال الالف في قولك : رأيت عمادا ، اذ الفتحة الممالة بمنزلة الكسرة فكما أميلت الفتحة في قولك : من عامر ، لكسرة الراء كذلك أميلت فتحة الراء من ( رأى ) لامالة الفتحة التي على الهمزة . والتقديم والتأخير في ذلك سواء . ومن كسر الراء والهمزة فالوجه فيه أنه كسر الراء من ( رأى ) لان المضارع منه على ( يفعل ) واذا كان المضارع منه على ( يفعل ) كان الماضى على ( فعل ) ألا ترى ان المضارع في الامر العام اذا كان على ( يفعل ) كان الماضى على فعل . وعلى هذا قالوا : إِيت بيتنا ، فكسروا حرف المضارعة . كما كسروا في نحو يحيى ، ويعلم ، ويفهم . وكسروا الياء أيضا في هذه الحروف ، فقالوا : إِيتنا ، ولم يكسروها في ( يعلم ويفهم ) اذا كان الماضى على فعل فيما يترك كسر الراء التي هي فاء ، لان العين همزة . وحروف الحلق اذا جاءت في كلمة على زنة ( فعل ) كسرت فيها الفاء لكسر العين في الاسم والفعل ، نحو قولهم : غير قعر ، ورجل حبر ، وفحل ، وفي الفعل نحو ( شهد ولعب ونعم ) فكسرة الياء على هذا كسرة مخلصة محضة ، وليست بفتحة ممالة ، واما كسرة الهمزة فأنه يراد به امالة فتحتها الى الكسرة ، لتميل الالف نحو الياء . ومن ترك الامالة اذا لقيها ساكن ، فانهم كانوا يميلون الفتحة لميل الالف نحو الياء ، فلما سقطت الالف بطلت امالتها بسقوطها ، وبطلت بذلك امالة الفتحة نحو الكسرة لسقوط الالف التي كانت الفتحة الممالة لميلها نحو الياء في مثل { رأى الشمس } و { رأى القمر } ونحوهما في جميع القرآن . ومن وافق في بعض ذلك دون بعض أحب الاخذ باللبس . ووجه قراءة أبي بكر وحمزة في { رأى الشمس } و { رأى القمر } بكسر الراء وفتح الهمزة في جميع القرآن ، أن كسر الراء انما هو للتنزيل الذي ذكرناه ، وهو معنى منفصل من إِمالة فتحة الهمزة ، ألا ترى انه يجوز ان يعمل هذا المعنى من لا يرى الامالة كما يجوز ان يعمله من يراها . واذا كان كذلك كان انفصال أحدهما من الآخر سائغا غير ممتنع . فأما رواية يحيى عن أبي بكر - بكسر الراء والهمزة معا - فانما يريد بكسرة الهمزة إِمالة فتحتها ، فوجه كسر الراء قد ذكروا امالة فتحها مع زوال ما كان يوجب امالتها من حذف الالف ، فلأن الالف محذوفة لالتقاء الساكنين . وما يحذف لالتقاء الساكنين ينزل تنزيل المثبت . ألا ترى انهم أنشدوا : @ ولا ذاكر الله الا قليلا @@ فنصب الاسم بعد ( ذاكر ) وان كانت النون محذوفة لما كان الخذف لالتقاء الساكنين . والحذف لذلك في تقدير الاثبات ، من حيث كان التقاؤهما غير لازم ولذلك لم تزد الالف في نحو ( رمت المرأة ) ويشهد لذلك أنهم قالوا : شهد ، فكسروا الفاء لكسر العين ، ثم أسكنوا فقالوا - شهد ، فأبقوا الكسرة في الفاء مع زوال ما كان أصلها وانشد قول الاخطل : @ اذا غاب عنا غاب عنا فرأتنا وان شهد أجدى فضله وجداوله @@ وقالوا : صعق ، ثم نسبوا اليه فقالوا : صعقي ، فأقرُّوا كسرة الفاء مع زوال كسرة العين التي لها كسرت الفاء . وزعم أبو الحسن ان ذلك لغة مع ما فيه من وجوه التلبيس وأنها قراءة . يقال : جن عليه الليل ، وجنه الليل ، وأجنه ، وأجنَّ عليه ، ومع حذف " على " فأجنه بالالف أفصح من جنه الليل . وكل ذلك مسموع ، فلغة أسد جنه الليل ، ولغة تميم أجنه ، والمصدر من جن عليه جنا وجنونا وجنانا وأجن إِجنانا . ويقال : أتانا فلان في جن الليل . والجن مشتق من ذلك ، لانهم استجنوا عن أعين الناس ، فلا يُرون ، وكلما توارى عن أبصار الناس ، فان العرب تقول : قد جن . ومنه قول الهذلي : @ وماء وردت قبيل الكرى وقد جنه السدف الادهم @@ وقال عبيد : @ وخرق تصيح الهام فيه مع الصدى مخوف اذا ما جنه الليل مرهوب @@ وتقول : اجننت الميت اذا واريته في اللحد وجننته وهو مثل جنون الليل في معنى غطيته وسمي الترس مجنا لانه يجن اي يغطي ، وقال الشاعر : @ فلما أجن الليل بتنا كأننا على كثرة الاعداء محترسان @@ قوله { فلما جن عليه الليل } أي أظلم . وقوله { فلما أفل } معناه غاب يقال : أفل يأفل أفولا ، وتقول اين أفلت عنا ، واين غبت عنا ، قال ذو الرمة : @ مصابيح ليست باللواتي تقودها نجوم ولا بالآفات الدوالك @@ وقوله { رأى القمر بازغا } أي طالعا ، يقال : بزغت الشمس بزوغا اذا طلعت ، وكذلك القمر ، وقوله للشمس { هذا ربي } وهي مؤنثة معناه هذا الشىء الطالع ربي او على أنه حين ظهرت الشمس وقد كانوا يذكرون الرَّب في كلامهم ، فقال لهم هذا ربي ؟ ! وقيل في معنى هذه الآية وجوه أربعة : الوجه الاول - ما قاله الجبائي : ان ما حكى الله عن ابراهيم في هذه الآية كان قبل بلوغه ، وقبل كمال عقله ولزوم التكليف له ، غير انه لمقاربته كمال العقل خطرت له الخواطر وحركته الشبهات والدواعي على الفكر فيما يشاهده من هذه الحوادث ، فلما رأى الكوكب - وقيل : انه الزهرة - وبان نوره مع تنبيهه بالخواطر على الفكر فيه وفي غيره ظن انه ربه ، وأنه هو المحدث لما شاهده من الاجسام وغيرها { فلما أفل قال لا أحب الآفلين } لانه صار منتقلا من حال الى حال وذلك مناف لصفات القديم { فلما رأى القمر بازغا } عند طلوعه رأى كبره واشراق ما انبسط من نوره في الدنيا { قال هذا ربي } فلما راعاه وجده يزول ويأفل ، فصار عنده بحكم الكوكب الذي لا يجوز ان يكون بصفة الاله ، لتغيره وانتقاله من حال الى حال ، { فلما رأى الشمس بازغة } أي طالعة قد ملأت الدنيا نورا ورأى عظمها وكبرها { قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت } وزالت وغابت ، فكانت شبيهة بالكوكب والقمر قال حينئذ لقومه { إني برىء مما تشركون } فلما أكمل الله عقله ضبط بفكره النظر في حدوث الاجسام بأن وجودها غير منفكة من المعاني المحدثة ، وأنه لا بدَّ لها من محدث ، قال حينئذ لقومه { إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض … } الى آخرها . والوجه الثإني - ما قاله البلخي وغيره : من أن هذا القول كان من ابراهيم في زمان مهلة النظر ، لان مهلة النظر مدة ، الله العالم بمقدارها ، وهي اكثر من ساعة . وقال البلخي : وأقل من شهر ، ولا يدري ما بينهما الا الله ، فلما أكمل الله عقله وخطر بباله ما يوجب عليه النظر وحركته الدواعي على الفكر والتأمل له . قال ما حكاه الله ، لان ابراهيم ( ع ) لم يخلق عارفا بالله ، وانما اكتسب المعرفة لما أكمل الله عقله ، وخوفه من ترك النظر بالخواطر ، فلما رأى الكوكب - وقيل هو الزهرة - رأى عظمها واشراقها وما هي عليه من عجيب الخلق ، وكان قومه يعبدون الكواكب ، ويزعمون أنها آلهة - قال هذا ربي ؟ ! على سبيل الفكر والتأمل لذلك ، فلما غابت وأفلت ، وعلم ان الافول لا يجوز على الله علم انها محدثة متغيرة لتنقلها ، وكذلك كانت حاله في رؤية القمر والشمس ، وأنه لما رأى افولهما قطع على حدوثهما واستحالة إِلهيتهما ، وقال في آخر كلامه { إني برىء مما تشركون إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين } وكان هذا القول منه عقيب معرفته بالله وعلمه بأن صفات المحدثين لا تجوز عليه . فان قيل : كيف يجوز ان يقول : هذا ربي مخبرا ، وهو يجوز أن يكون مخبره لا على ما اخبر ، لانه غير عالم بذلك ، وذلك قبيح في العقول ، ومع كمال عقله لا بد أن يلزمه التحرز من الكذب ؟ ! قلنا عن ذلك جوابان : احدهما - انه قال ذلك فارضا مقدرا ، لا مخبرا بل على سبيل الفكر والتأمل ، كما يقول الواحد منا لغيره اذا كان ناظرا في شىء ومحتملا بين كونه على إِحدى صفتين : انا نفرضه على احداهما لننظر فيما يؤدي ذلك الفرض اليه من صحة او فساد ، ولا يكون بذلك مخبرا ، ولهذا يصح من احدنا اذا نظر في حدوث الاجسام وقدمها ان يفرض كونها قديمة ليتبين ما يؤدي اليه ذلك الفرض من الفساد . والثإني - انه اخبر عن ظنه وقد يجوز ان يكون المفكر المتأمل ظانا في حال نظره وفكره ما لا اصل له ثم يرجع عنه بالادلة والعلم ولا يكون ذلك منه قبيحا . فان قيل : ظاهر الآيات يدل على ان ابراهيم ما كان رأى هذه الكواكب قبل ذلك ، لان تعجبه منها تعجب من لم يكن رآها ، فكيف يجوز ان يكون الى مدة كمال عقله لم يشاهد السماء وما فيها من النجوم ؟ ! قلنا : لا يمتنع ان يكون ما رأى السماء الا في ذلك الوقت ، لانه روي أن أمه ولدته في مغارة لا يرى السماء ، فلما قارب البلوغ وبلغ حد التكليف خرج من المغارة ورأى السماء وفكر فيها . وقد يجوز أيضا ان يكون رآها غير انه لم يفكر فيها ولا نظر في دلائلها ، لان الفكر لم يكن واجبا عليه ، فلما كمل عقله وحركته الخواطر فكر في الشىء الذي كان يراه قبل ذلك ولم يكن مفكرا فيه . والوجه الثالث - ان ابراهيم لم يقل ما تضمنته الآيات على وجه الشك ولا في زمان مهلة النظر بل كان في تلك الحال عالما بالله وبما يجوز عليه ، فانه لا يجوز ان يكون بصفة الكوكب ، وانما قال ذلك على سبيل الانكار على قومه والتنبيه لهم على ان ما يغيب وينتقل من حال الى حال لا يجوز ان يكون إِلها معبودا ، لثبوت دلالة الحدث فيه . ويكون قوله { هذا ربي } محمولا على أحد وجهين . احدهما - أي هو كذلك عندكم وعلى مذهبكم كما يقول احدنا للمشبه على وجه الانكار عليه : هذا ربي جسم يتحرك ويسكن وان كان عالماً بفساد ذلك . والثإني - أن يكون قال ذلك مستفهما وأسقط حرف الاستفهام للاستغناء عنه ، كما قال الاخطل : @ كذبتك عينك أم رايت بواسط غلس الظلام من الرباب خيالا @@ وقال آخر : @ لعمرك ما أدري وان كنت داريا بسبع رمين الجمر ام بثمانيا @@ وقال ابن أبي ربيعة : @ ثم قالوا تحبها قلت بهرا عدد النجم والحصى والتراب @@ وقال أوس بن حجر : @ لعمرك ما أدري وان كنت داريا شعيب بن سهم أم شعيب بن منقر @@ وانما أراد أشعيب بن سهم أم شعيب بن منقر . فان قيل : حذف حرف الاستفهام انما يجوز اذا كان في الكلام عوضا منه نحو ( أم ) للدلالة عليه ، ولا يستعمل مع فقد العوض ، وفى الابيات عوض عن حرف الاستفهام ، وليس ذلك في الآية . قلنا : قد يحذف حرف الاستفهام مع ثبوت العوض تارة وأخرى مع فقده اذا زال اللبس ، وبيت ابن أبي ربيعة ليس فيه عوض ولا فيه حرف الاستفهام ، وانشد الطبري : @ رفوني وقالوا يا خويلد لا ترع فقلت وانكرت الوجوه هم هم @@ أي أهم هم ؟ ، وروي عن ابن عباس في قوله { فلا اقتحم العقبة } أنه قال معناه أفلا اقتحم العقبة ، وحذف حرف الاستفهام . واذا جاز ان يحذفوا حرف الاستفهام لدلالة الخطاب جاز أن يحذفوه لدلالة العقل ، لان دلالة العقل أقوى من غيرها . والوجه الرابع - أن ابراهيم قال ذلك على وجه المحاجة لقومه بالنظر كما يقول القائل : اذا قلنا : ان لله ولدا لزمنا أن نقول له زوجة ، وان يطأ النساء وأشباه ذلك ، وليس هذا على وجه الاقرار والاخبار والاعتقاد بذلك ، بل على وجه المحاجة فيجعلها مذهبا ليرى خصمه المعتقد لها فسادها . وكل هذه الآيات فيها تنبيه لمشركي العرب وزجر لهم عن عبادة الاصنام وحث على الاخذ بدين ابراهيم ابيهم وسلوك سبيله في النظر والفكر والتدين ، لانهم كانوا قوما يعظمون أسلافهم وآباءهم فأعلمهم الله تعالى ان اتباع الحق من دين ابيهم الذي يقرون بفضله اوجب عليهم ان كان بهم تعظيم الآباء والكراهة لمخالفتهم . وفي الآية دلالة على ان معرفة الله ليست ضرورية ، لانها لو كانت ضرورية لما احتاج ابراهيم الى الاستدلال على ذلك ، ولكان يقول لقومه : كيف تعبدون الكواكب وانتم تعلمون حدوثها وحدوث الاجسام ضرورة ، وتعلمون ان لها محدثا على صفات مخصوصة ضرورة ، وما كان يحتاج الى تكلف الاستدلال والتنبيه على هذا . وقوله { لئن لم يهدني ربي } معناه لئن لم يلطف بي ويسددني ويوفقني لاصابة الحق في توحيده { لأكونن من القوم الضالين } الذين ضلوا عن الحق وأخطأوا طريقه ، فلم يصيبوا الهدى . وليس الهداية - ها هنا - الادلة ، لان الادلة كانت سبقت حال زمان النظر ، فان التكليف لا يحسن من دونها ولا يصح مع فقدها . وقوله في الشمس { هذا أكبر } يعني من الكواكب وحذف لدلالة الكلام عليه . وقوله { إني وجهت وجهي } معناه أخلصت عبادتي وقصدت بها الى الله الذي خلق السماوات والأرض . وفيه اخبار عن ابراهيم واقرار منه واعتراف بأنه ( ع ) خالف قومه أهل الشرك ، ولم يأخذه في الله لومة لائم ، ولم يستوحش من قول الحق لقلة تابعيه . وقال لهم { إني برىء مما تشركون } مع الله - الذي خلقني وخلقكم - في عبادته من آلهتكم بل { وجهت وجهي } في عبادتي الي الذي خلق السماوات ولارض الذي يبقى ولا يفنى ، الحي الذي لا يموت . واخبر انه يوجه عبادته ويخلصها له تعالى . والاستقامة في ذلك لربه على ما يجب من التوحيد لا على الوجه الذي توجه له من حيث ليس بحنيف . ومعنى الحنيف هو المائل الى الاستقامة على وجه الرجوع فيه . وقوله { وما أنا من المشركين } إني لست منكم ، ولا ممن يدين بدينكم ، ويتبع ملتكم أيها المشركون .