Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 138-138)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ حمزة والكسائي وخلف يعكفون - بكسر الكاف - الباقون بضمها وهما لغتان ، ومثله يفسقون - بكسر السين - والضم ، في أمثال ذلك . المجاوزة الاخراج عن الحد يقال : جاوز الوادي جوازاً اذا قطعه وخلَّفه وراءه وتقول : جاز يجوز جوازاً ، وأجازه إِجازة ، وجاوزه مجاوزة ، وتجاوز تجاوزاً ، واجتاز اجتيازاً ، وتجوَّز تجوزاً ، وجوَّزه تجويزاً ، واستجاز استجازة . والبحر الواسع العظيم السعة من مستقر الماء مما هو أعظم من كل نهر ، وأصله السعة ، ومنه البحيرة التي يبحر أذنها أي توسع شقتها ، وتبحر في العلم : اذا اتسع فيه ، وقوي تصرفه به . أخبر الله تعالى في هذه الآية أنه حين أجاز قوم موسى وقطع بهم البحر وأنجاهم من العدو وأغرق عدوهم فرعون وقومه ، وأنهم بلغوا الى قوم عاكفين على أصنام لهم - ومعنى ( العكوف ) اللزوم للامر بالاقبال عليه والمراعاة له تقول : عكف عكوفاً واعتكف اعتكافاً ، ومنه الاعتكاف لزوم المسجد للعبادة فيه ، وعكف عليه أي واظب عليه - وأنه لمَّا رأى قوم موسى أولئك العاكفين على أصنامهم والملازمين لها دعاهم جبلتهم الى التشبيه بعبادة الأوثان ، لما في طبع الانسان من الحكاية - أن قالوا لموسى : اجعل لنا إِلهاً كما لهم آلهة . وفي طبع كل حيوان الحكاية ، وأقوى الحيوان طبعاً في الحكاية القرد ، وله حكايات عجيبة ، وهذا الطلب منهم يدل على جهل عظيم من بني اسرائيل بعد ما رأوا الآيات التي توالت على فرعون وقومه حتى غرَّقهم الله فى البحر بكفرهم بعد ما نجَّا بني اسرائيل ، فلم يردعهم ذلك عن أن قالوا لموسى ( ع ) { اجعل لنا إِلهاً كما لهم آلهة } وتوهمهم أنه يجوز عبادة غير الله ، وإِن اعتقدوا أنه لا يشبه الاشياء ولا تشبهه ، ولا يدل طلبهم ذلك على أنهم مشبهة ، لما قلناه . وقوله تعالى { إِنكم قوم تجهلون } حكاية عما أجابهم به موسى ( ع ) فقال لهم : إِنكم قوم تجهلون مَن المستحق للعبادة وما الذي يجوز أن يتقرب به الى الله تعالى ، ويحتمل أن يكون أراد تجهلون من صفات الله ما يجوز عليه وما لا يجوز .