Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 36-36)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخبر الله تعالى أن الذين كذبوا بحججه وبراهينه - ، ولم يصدقوه ، واستكبروا عنها - انهم أصحاب النار الملازمون لها على وجه الخلود والتأبيد . والتكذيب هو تنزيل الخبر على أنه كذب . والتصديق تنزيل الخبر على انه صدق ، فالتكذيب بآيات الله كفر ، والتكذيب بالطاغوت إِيمان ، فذلك توعد على التكذيب بآيات الله بعقاب الابد . والاستكبار طلب الترفع بالباطل ، ولفظة { مستكبر } صفة ذم في جميع الخلق ، والخلود هو لزوم الشىء على ما هو فيه . ومعنى { أخلد إلى الأرض } لزوم الركون اليها . والصاحب والقرين متقاربان غير أن القرين فيه معنى النظير ، وليس ذلك في الصاحب فلذلك قيل : أصحاب رسول الله ، ولم يقل قرناؤه . ولفظة { الذين } مبنية على هذه الصيغة في جميع الأحوال : الرفع ، والنصب ، والجر ، وإِنما تثبت مع بعدها بالجمع عن الحرف ، لأن العلة التي لها هي التي موجودة فيه ، وهي نقصانه عن سائر الاسماء حتى تأتي صلته فتتمه ، وليس هذا كالشبيه العارض الذي يزول على وجه . فأما من قال : الذون والذين فانه اعتد بتبعيد الجمع ، فجعله على طريقة المعرف ، ولان هذه الطريقة لما لم تكن اعراباً تاماً لم يمنعوه لما وقع بعده من شبه الحرف بالجمع .