Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 63-63)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
في هذه الآية تقريع من نوح ( ع ) لقومه على صورة الاستفهام بأنهم عجبوا أن جاءهم ذكر من ربهم . وإِنما دخل الاستفهام معنى التقريع ، لأن المجيب لا يأتي الا بما يسوء من القبيح ، فهو إِنكار وتقريع ، وقد يدخل معنى التمني ، لأنه بمنزلته في انه طلب ، لأن يكون أمر ، وإِنما فتحت الواو في قوله { أوَعجبتم } لأنها واو العطف دخل عليها ألف الاستفهام ، فالكلام مستأنف من وجه ، متصل من وجه ، كما أن المبتدأ في خبر الأول بهذه الصفة . والتعجب تغير النفس بما خفي سببه ، وخرج عن العادة مثله ، لأنه لا مثل له في العادة . والذكر حضور المعنى للنفس ، والذكر على وجهين : ذكر البيان وذكر البرهان ، فذكر البيان احضار المعنى للنفس ، وذكر البرهان الشهادة بالمعنى في النفس ، وكلا الوجهين يحتمل في الآية . وقوله { على رجل منكم } فالرجل هو إِنسان خارج عن حد الصبي من الذكران ، وكل رجل انسان ، وليس كل انسان رجلاً ، لأن المرأة انسان . وقيل في دخول ( على ) في قوله { على رجل منكم } قولان : أحدهما - أنه بمعنى مع رجل منكم ، قال الفراء : كما تقول : جاءني الخير على وجهك ومع وجهك . الثاني - لأن فيه معنى منزل { على رجل منكم } . وقوله { لينذركم } فالانذار هو الاعلام بموضع المخافة ، والتحذير هو الزجر عن موضع المخافة . وقوله { ولتتقوا ولعلكم ترحمون } معناه إِن الله تعالى أرسل هذا الرسول مع هذا الذكر ، وأراد انذاركم ، وغرضه أن تتقوا معاصيه لكي يرحمكم ويدخلكم الجنة ونعيم الأبد . وفي ذلك دلالة على بطلان مذهب المجبرة : أن الله تعالى لم يرد منهم أن يتقوا ولا أن يؤمنوا .