Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 65-65)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

انتصب قوله { أخاهم هوداً } بقوله { أرسلنا } في أول الكلام وإِن تطاول ما بينهما ، لأن تفصيل القصص يقتضي ذلك ، والتقدير وأرسلنا { وإلى عاد أخاهم هوداً } ويجوز في مثله الرفع وتقديره ، والى عاد أخوهم هود مرسل . و ( الأخ ) أحد الولدين لواحد . وإِنما قال لهود ( ع ) أنه أخوهم ، لأنه كان من قبيلهم ، وجاز ذلك على غير الاخوة في الدين ، لأنه احتج عليهم أن يكون رجلاً منهم ، لأنهم عنه أفهم واليه أسكن . وصرف ( هود ) لخفته ، كما صرفت جمل لخفتها ، وهو أحق بالصرف ، لأنه أكثر في الاستعمال . في هذه الآية إِخبار من الله تعالى انه أرسل الى قوم عاد هودا ، وأنه قال لهم { يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره } وقد فسرنا معنى ذلك أجمع وبينا أيضا حقيقة العبادة ، وأنه لا يستحقها غير الله ، لانها على أصول النعم ، والشكر قد يستحقه غير الله ، لانه يستحق بالنعمة وان قلت ، وكذلك الطاعة قد تجب لغير الله ، فعلى هذا تكون عبادة اثنين شركا ، ولا يكون طاعة اثنين شركا ، كما أن الشكر على النعمة لاثنين لا يكون كذلك اذا لم يكن واقعا على وجه العبادة . وقوله { أفلا تتقون } معناه ، فهلا تتقون ، وهو بصورة الاستفهام والمراد به حضَّهم على تقوى الله واتقاء معاصيه .