Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 66-66)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

في هذه الآية إِخبار عما قالت الجماعة الكافرة من قوم هود له { إنا لنراك في سفاهة } والسفاهة خفة الحلم ، كما قال الشاعر : @ مبذرا وعاتب سيعى … @@ أي سفيه ، وثوب سفيه اذا كان خفيفا ( وقال ) المؤرج : السفاهة الجنون بلغة حمير ، وقوله { في سفاهة } معناه منغمس في السفاهة ، فالسفاهة بمعنى أنت سفيه ، أقيم المصدر مقام اسم الفاعل ، ولا يجوز قياسا على ذلك أن يقال في إِرادة بمعنى مريد ، وكسرت ( إِن ) لانها وقعت بعد القول حكاية ، والحكاية تقتضي استئناف المحكي و ( إِنَّ ) اذا شددت عملت ، ولا تعمل اذا خففت ، لأنها مشددة تشبه ( كان ) فلما خففت قل الشبه الا ان يحمل على كان محذوفة ، وليس قوة حملها عليها تامة كقوة حملها محذوفة ، وحذفت الهمزة في مضارع رأيت دون ماضيه ، لاجتماع ثلاثة أشياء : الزيادة في أوله ، وكثرة الاستعمال لها ، ولان فيما بقي دليل عليها ، ولم يلزم في نأيت تنأى مثل ذلك . وقوله { وإِنا لنظنك } ولم يقولوا نعلمك لامرين : احدهما - قال الحسن : لان تكذيبهم كان على الظن دون اليقين . وقال الرماني : معناه انك تجري مجرى من أخبر عن غائب لا يعلم ممن هو منهم . الثاني - انهم أرادوا بالظن العلم كما قال الشاعر : @ فقلت لهم ظنوا بألفي مدجج سراتهم في الفارسي المشدد @@ معناه أيقنوا . وفائدة الآية أن أمَّة هود جرت على طريقة أمَّة نوح في الكفر بنبيها كأنهم قد تواصوا بالتكذيب بالحق ومعاندة أهله والرد لما أوتوا به .