Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 69-69)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قد بينا معنى قوله { أوَ عجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم } فلا معنى لاعادته . وانما أنكر العجب مع أنه خفي بسببه ، وخرج عن العادة لظهور الدلائل فيه وقيام البراهين عليه من الارسال اليهم من تنبيههم على ما اغفلوه وتعريفهم ما جهلوه . والفرق بين العَجب والعُجب ، أن العجب - بضم العين - عقد النفس على فضيلة لا ينبغي ان يعجب منها السبب لها ، وليس كذلك العجب - بفتح العين والجيم - لانه قد يكون حسنا . وقد قيل في المثل ( لا خير فيمن لا يتعجب من العجب وأرذل منه المتعجب من غير عجب ) . وقوله { واذكروا إذ جعلكم خلفاء } فخلفاء جمع خليفة ، وهو الكائن بدل غيره ليقوم بالامر مقامه في تدبيره . وخلفاء جمعه على التذكير مثل ظريف وظرفاء ، ولو جمعه على اللفظ لقال : خلائف نحو كريمة وكرائم ، وورد ذلك في القرآن ، قال الله تعالى { هو الذي جعلكم خلائف } وقوله { من بعد قوم نوح } امتنان عليهم بما مكنهم في الارض وجعلهم بدل قوم نوح حين أهلكهم الله . وقوله { وزادكم في الخلق بسطة } قريء بالسين والصاد وقيل في معناه قولان : احدهما - قال ابن زيد : زادهم قوة . وقال غيره : أراد به المرة من بسط اليدين اذا فتحت على أبعد أقطارها . وقال الزجاج والرماني : كان أقصرهم طوله سبعين ذراعا وأطولهم مئة ذراع . وقال قوم : كان أقصرهم اثني عشر ذراعا . وقال ابو جعفر ( ع ) : كانوا كأنهم النخل الطوال ، وكان الرجل منهم ينحت الجبل بيده فيهدم منه قطعة . وقوله { فاذكروا الآء الله } قال الحسن وغيره : الآلاء النعم في واحدها لغات : ( ألاً ) مثل ( معاً ) و ( ألا ) مثل " قفا " و " اليَّ " مثل " حسي " و " إِلى " مثل " دمى " قال الشاعر : @ أبيض لا يرهب الهزال ولا يقطع رحما ولايخون إِلا @@ إِلا وألا رويا جميعا . وقوله { لعلكم تفلحون } معناه اذكروا نعم الله واشكروه عليها لكي تفوزوا بثواب الجنة والنعيم الدائم الابدي .