Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 14-14)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

العامل في { ذلكم } يحتمل احد وجهين : أحدهما - الابتداء على تقدير الأمر { ذلكم } ، قال الزجاج : من قال : إنه يرفع { ذلكم } بما عاد عليه من الهاء او بالابتداء وجعل { فذوقوه } الخبر ، فقد أخطأ ، لأن ما بعد الفاء لا يكون خبر المبتدأ لا يجوز " زيد فمنطلق " ولا " زيد فاضربه " الا ان تضمر هذا كقول الشاعر : @ وقائله خولان فانكح فتاتهم وأكرومة الحيين خلو كما هيا @@ أي هذه خولان . الثاني - أن يكون نصباً بذوقوا ، كما تقول : زيداً فاضربه . والكاف في قوله { ذلكم } لا موضع له من الاعراب لانه حرف خطاب ، ولو كان اسماً لجاز أن يؤكد بالنفس وذلك غير جائز اجماعاً . والاشارة بذلك إلى ما تقدم من انواع العقوبات ، وانما ضم إلى الكاف الميم ، لأنه خطاب للمشركين . وقوله { فذوقوه } فالذوق طلب ادراك الطعم بتناول اليسير بالفم كما ان الشم طلب ادراك الرائحة بالانف ، وليس بالادراك ، لأنه يقال ذقتة فلم أجد له طعماً ، وشممته فلم اجد له رائحة ، وانما قال { فذوقوه } والذوق اليسير من الطعام ، لان المعنى كونوا للعذاب كالذائق للطعام ، لأن معظمه بعده . وقيل : لان الذائق أشد احساساً بالطعم من المستمر عليه ، فكأن حالهم ابداً حال الذائق في شدة احساسه نعوذ بالله منه . وقوله { وأن للكافرين } فموضع { أن } يحتمل النصب والرفع ، فالرفع بالعطف على ذلكم كأنه قال { ذلكم فذوقوه } وذلكم { أن للكافرين عذاب النار } مع ذا والنصب من وجهين : احدهما - وبان للكافرين ، والآخر - واعلموا ان للكافرين ، كما انشده الفراء : @ تسمع للأحشاء منه لغطا ولليدين جسأة وبددا @@ اي وترى لليدين وانما قدم الخبر في قوله : { وأن للكافرين } على الاسم لدلالته على الكفر الذي هو السبب للعذاب . ومرتبة السبب قبل المسبب .