Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 37-37)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ حمزة والكسائي { ليميز } مضمومة الياء مشددة ، والباقون بفتح الياء خفيفاً . اخبر الله تعالى انه يحشر الكفار إلى جهنم { ليميز الخبيث } الذي هو الكافر { من الطيب } الذي هو المؤمن . ( والتمييز ) هو إخراج الشيء عما خالفه مما ليس منه ، وإلحاقه بما هو منه . تقول مازه يميزه ، وميزه تمييزاً . وامتاز امتيازاً وانماز انميازاً والخبيث الرديء من كل شيء . وضده الطيب . ومنه خبث الحديد وخبث الفضة ، وخبث الانسان خبثاً ، وتخبث تخبثاً ، وتخابث تخابثاً وخبثه تخبيثاً و { الطيب } المستلذ من الطعام والطيب الحلال من الرزق ، والطيب من الولد الذي يفرح به والطيب نقيض الخبيث ، وهو الجيد من كل شيء . وقيل المعنى ليميز الله ما انفقه المؤمنون في طاعة الله مما انفقه المشركون في معاصيه . وقوله { ويجعل الخبيث بعضه على بعض } معناه إن الكافر يكون على اسوء حال كالمتاع والركام ، هواناً ، وتحقيراً ، وإذلالا . وقوله { فيركمه جميعاً } معناه تراكب بعضه فوق بعضه . كالرمل الركام وهو المتراكب . ركمه يركمه ركماً وتراكم تراكماً وارتكم ارتكاماً . ومنه قوله تعالى في صفة السحاب { ثم يجعله ركاماً } وقال الحسن يركمهم الله مع ما انفقوا في جهنم ، كما قال { يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم } ثم اخبر انه اذا ركمه جميعاً يجعله في جهنم واخبر عنهم بأنهم الخاسرون نفوسهم باهلاكهم اياها بارتكاب المعاصي والكفر المؤدي إلى عذاب الابد .