Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 36-36)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخبر الله تعالى عن هؤلاء الكفار بأنهم ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله وغرضهم المنع عن سبيل الله . وسبيل الله ها هنا ، هو دين الله الذي أتى به محمد صلى الله عليه وآله وسمي سبيل الله ها هنا ، لان بسلوكه واتباعه يبلغ ما عند الله ، وإن لم يعلموا أنها سبيل الله لانهم قصدوا إلى الصد عنها ، وهي سبيل الله على الحقيقة . ويجوز أن يقال قصد الصد عن سبيل الله ، وإن لم يعلم . ولا يجوز قصد أن يصد من غير أن يعلم ، لأن ( أن ) تفسر الوجه الذي منه قصد ، فلا يكون إلا مع العلم بالوجه كقولك قصد أن يكذب ، وقصد الكذب من غير ان يعلم أنه كذب . وإنما قال { ينفقون } ثم قال { فسينفقونها } ، لأن الاول معناه ان من شأنهم ان ينفقوا للصد ، والثاني - معناه انه سيقع الانفاق الذي يكون حسرة بما يرونه من الغلبة . والحسرة الغم بما انكشف من فوت استدراك الخطيئة . والاصل الكشف من قولهم حسر عن ذراعه يحسر حسراً والحاسر خلاف الدارع . وحسر حسرة وهو حسير قال المراد : @ ما انا اليوم على شيء خلا يا بنة القين تولي يحسرا @@ وكان الانفاق المذكور في الاية القائم به أبو سفيان : صخر بن حرب استأجر يوم أحد ألفين من الاحابيش من كنانة في قول سعيد ، وابن ابرى ، ومجاهد والحكم ابن عيينة . وفي ذلك قال كعب بن مالك : @ وجئنا إلى موج من البحر وسطه احابيش منهم حاسر ومقنع ثلاثة آلاف ونحن نصية ثلاث مئين ان كثرن فأربع @@ وقال الضحاك : إنما عنى بالآية الانفاق يوم بدر . وفي الآية دلالة على نبوة النبي صلى الله عليه وآله لانه اخبر بالشيء قبل كونه فكان على ما اخبر به .