Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 50-50)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ ابن عامر { إذ تتوفى } بتأءين فأدغم احدهما في الاخرى هشام عنه . الباقون بالياء والتاء . من قرأ بالتاء أسند الفعل إلى الملائكة كقوله { إذ قالت الملائكة } ومن قرأ بالياء ، فلان التأنيث غير حقيقي . هذا خطاب من الله تعالى للنبي صلى الله عليه وآله يقول الله تعالى له : { ولو ترى } الوقت الذي تتوقى الملائكة الذين كفروا بمعنى انهم يقبضون أرواحهم على استيفائها ، لان الموت انما يكون باخراج الروح على تمامها . وجواب " لو " محذوف ، وتقديره لرأيت منظراً عظيماً او امراً عجيباً او عقاباً شديداً ، وحذف الجواب في مثل هذا أبلغ ، لان الكلام يدل عليه . والمرئي ليس بمذكور في الكلام لكن فيه دلالة عليه لان تقديره : لو رأيت الملائكة يضربون من الكفار الوجوه والادبار ، وحذفه ابلغ وأوجز مع أن الكلام يدل عليه . وقال مجاهد وسعيد بن جبير : معنى أدبارهم استاههم لكنه كنى عنه . وقال الحسن : معناه ظهورهم . وقال ابو علي : المعنى ستضربهم الملائكة عند الموت . قال الرماني : وهذا غلط ، لأنه خلاف الظاهر ، وخلاف الاجماع المتقدم أنه يوم بدر . وروى الحسن : ان رجلا قال يا رسول الله إني رأيت بظهر أبي جهل مثل الشرك ، فقال : ذاك ضرب الملائكة . وروي عن مجاهد ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وآله اني حملت على رجل من المشركين فذهبت لاضربه فبدر رأسه ، فقال : سبقك اليه الملائكة . وعن ابن عباس انه كان يوم بدر . وقوله : { وذوقوا عذاب الحريق } تقديره ، ويقولون يعني الملائكة للكفار يقولون لهم ذوقوا عذاب الحريق يوم القيامة وحذف لدلالة الكلام عليه . ومثله قوله { ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا } أي يقولون ربنا أبصرنا ، ودل الكلام عليه . والحريق تفريق الاجسام الكبيرة العظيمة بالنار العظيمة يقال : احترق احتراقاً واحرق إحراقاً وتحرق تحرقاً وحرقه تحريقاً ، وجواب " لو " محذوف ، وتقديره لرأيت منظراً هائلاً وإنما حذف جواب " لو " لأن ذكره يخص وجهاً ومع الحذف يظن وجوه كثيرة فهو أبلغ .