Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 59-59)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ ابن عامر وحمزة وحفص وأبو جعفر { ولا يحسبن } بالياء . الباقون بالتاء . وقرأ ابن عامر " انهم " بفتح الهمزة . الباقون بكسرها . قال أبو علي الفارسي : من قرأ بالتاء جعل { الذين كفروا } المفعول الأول و { سبقوا } المفعول الثاني ، وموضعه النصب ، وهو واضح . ومن قرأ بالياء احتمل ثلاثه اشياء : احدها - { لا يحسبن الذين كفروا } وهو قول أبي الحسن . الثاني - أن يكون أضمر المفعول الأول وتقديره : ولا يحسبن الذين كفروا أنفسهم سبقونا واياهم سبقوا . الثالث - ان يقدر على حذف ( أن ) كانه قال : ولا يحسبن الذين كفروا ان سبقوا . قال الزجاج يقوي ذلك ، ان في قراءة ابن مسعود { إنهم لا يعجزون } فعلى هذا يكون ان سبقوا سد مسد المفعولين ، كما ان قوله { أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا } كذلك . ومن فتح الهمزة جعل الجملة متعلقة بالجملة الاولى والتقدير ولا تحسبنهم سبقوا ، لانهم لا يفوتون فهم يجازون على كفرهم . ومن كسر استأنف الكلام ، قال ابو عبيدة : سبقوا معناه فاتوا ، فانهم لا يعجزون اي لا يفوتون ، ومثله { أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا } ثم استأنف ، فقال : { ساء ما يحكمون } فكذلك ها هنا استأنف الكلام . وانما امتنع الاقتصار على احد المفعولين في ( حسب ) لأن المفعول الثاني خبر عن الأول ، والفعل متعلق بما دلت عليه الجملة فهو بخلاف ( اعطيت ) في هذا . والحسبان هو الظن . وقال الرماني : هو شك يقوى فيه احدى النقيضين لقوة المعنى في حيز القولين . وأصله الحساب ، لأن المعنى فيه داخل فيما يحسب به ويعمل عليه . والاحتساب قبول الحساب والاعتداد به وفي المضارع لغتان ، فتميم تفتح السين وأهل الحجاز يكسرونها . والسبق تقدم الشيء على طالب اللحوق به : سبق يسبق سبقاً وتسابقاً تسابقاً ، وسابقة مسابقة واستبقوا استباقاً وسبقه تسبيقاً إذا أعطاه السبق . والسابق والمصلي في صفة الفرس . والاعجاز ايجاد ما يعجز عنه : أعجزه إعجازاً وعجزه تعجيزاً وعاجزه معاجزة واستعجز استعجازاً . وقال ابو عبيدة : معنى { لا يعجزون } لا يفوتون . وقال الحسن : معنى لا يعجزون الله لا يفوتونه حتى لا يثقفنهم يوم القيامة . وقال الجبائي : معناه لا يعجزونك حتى يظفرك الله بهم . وقال الزجاج : المعنى لا يحسبن من أفلت من هذه الحرب قد سبق إلى الحياة . وقال الزجاج : يجوز أن تكون ( لا ) صلة على ضعف فيه . والمعنى لا يحسبن الذين كفروا انهم يعجزون . اي يفوتون .