Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 64-64)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذا خطاب من الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وآله يقول له : يكفيك ان يكون ناصرك على اعدائك الله تعالى ، والذين اتبعوك من المؤمنين من المهاجرين والانصار ، وانما كرر قوله { حسبك } مع انه قد ذكر فيما قبل ، لأن المعنى هناك إن أرادوا اخداعك كفاك الله امرهم . وها هنا معناه عام في كل ما يحتاج فيه إلى كفاية الله اياه . وقوله { ومن اتبعك } يحتمل اعرابه وجهين : احدهما - ان يكون نصباً . والمعنى ويكفي من اتبعك على التأويل ، لأن الكاف في موضع خفض بالاضافة لكنه مفعول به في المعنى ، فعطف على المعنى ، وليس ذلك بكثير . واجاز الفراء الرفع لقوله { إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين } ومثله قوله { إنا منجوك وأهلك } وقال الشاعر : @ اذا كانت الهيجاء وانشقت العصا فحسبك والضحاك سيف مهند @@ وهو معنى قول الشعبي وابن زيد . وقال الحسن : هو عطف على اسم الله ، فيكون رفعاً . والكسائي ، والفراء ، والزجاج أجازوا الوجهين وحمل عليهما معاً ابو علي الجبائي . والاتباع موافقة الداعي فيما يدعوا اليه من اجل دعائه . والمؤمنون يوافقون النبي صلى الله عليه وآله في كل ما دعا اليه . وقال الواقدي : نزلت هذه الاية في بني قريظة وبني النضير لما قالوا له : نحن نسلم ونتبعك .