Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 65-65)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وهذا ايضاً خطاب للنبى صلى الله عليه وآله يأمره الله بأن يحرض المؤمنين على قتال المشركين . والتحريض والحث نظائر ، وهو الدعاء الأكيد بتحريك النفس على أمر من الامور . وضده التفتير . والمعنى حثهم على القتال . والتحريض الحث على الشيء الذي يعلم معه انه حارض إن خالف وتأخر . والحارض هو الذي قارب الهلاك . ومنه قوله : { حتى تكون حرضاً } اي حتى تذوب غما على ذلك وتقارب الهلاك { أو تكون من الهالكين } وحارض فلان على أمره إذا واظب عليه . والتحريض ترغيب في الفعل بما يبعث على المبادرة اليه مع الصبر عليه . والقتال محاولة الصد والمنع بما فيه تعرض للقتل . والمجاهدة ان يقصد إلى قتل المشركين بقتاله ، ومن يدفع عن نفسه فليس كذلك . والصبر هو حبس النفس عما تنازع اليه من صد ما ينبغي أن يكون عليه وضده الجزع ، وقال الشاعر : @ فان تصبروا فالصبر خير مغبة وان تجزعا فالامر ما تريان @@ والغلبة الظفر بالبغية في المحاربة قتلا او اسراًِ او هزيمة . وقد يقال في الظفر بالبغية في المنازعة بالغلبة . ومعنى { لا يفقهون } ها هنا انهم على جهالة ، خلاف من يقاتل على بصيرة ، وهو يرجو به ثواب الاخرة . وقال قوم : معناه لا يعلمون ما لهم من استحقاق الثواب بالقتال . وقوله { إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين } وان كان بلفظ الخبر ، فالمراد به الأمر ، ويدل على ذلك قوله { الآن خفف الله عنكم } لأن التخفيف لا يكون الا بعد المشقة .