Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 66-66)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ اهل الكوفة " إن يكن … مئة . وإن يكن … ألف " بالياء فيهما وافقهم اهل البصرة في الاولى . وقرأ اهل الكوفة الا الكسائي { ضعفاً } بفتح الضاد الباقون بضمها ، ولكنهم سكنوا العين الا ابا جعفر ، فانه فتحها ومد وهمز على وزن " فعلاء " على الجمع . ومن قرأ { إن يكن } بالياء فلان المراد به المذكر بدلالة قوله { يغلبوا } وكذلك ما وصف به المئة بقوله { صابرة } لأنهم رجال : حملا على المعنى كما حمل على المعنى في قوله { فله عشر أمثالها } فأنث لما كانت في المعنى حسنات . ومن قرأ بالتاء فلان اللفظ لفظ التأنيث . ومن قرأ الاول بالتاء والثاني بالياء فلان القراءة بالتاء في الاولى أشد مشاكلة لقوله { مئة صابرة } وليس كذلك في الاخرى ، لانه اخبر عنهم بقوله { يغلبوا } . وقال سيبويه يقال : ضعف ضعفاً فهو ضعيف . قال وقالوا الفقر كما قالوا الضعف ، فعل ذلك انهما لغتان . هذه الاية نسخت حكم ما تقدمها ، لأن في الاولى كان وجوب ثبات الواحد للعشرة والعشرة للمئة ، فلما علم الله تعالى ان ذلك يشق عليهم وتغيرت المصلحة في ذلك نقلهم إلى ثبات الواحد للاثنين والمئة للمئتين ، فخفف ذلك عنهم ، وهو قول ابن عباس والحسن وعكرمة وقتادة ومجاهد والسدي وعطا والبلخي والجبائي والرماني ، وجميع المفسرين . والتخفيف رفع المشقة بالخفة . والخفة نقيض الثقل والخفة والسهولة بمعنى واحد . والضعف نقصان القوة ، وهو من الضعف لانه ذهاب بعض القوة وقوله { بإذن الله } فالاذن الاطلاق في الفعل ، لأنه يسمع بالاذن ، ومنه الأذان والايذان والاستئذان ، وقوله { الآن } مبني مع الالف واللام لأنه خرج عن التمكن بشبه الحرف ، لأنه ينكر تارة ويعرف أخرى ، فاستبهم استبهام الحروف بأنه للفصل بين الزمانين على انتقال معناه إلى الذي يليه من الوقت كما ينتقل امس ، فالامس والغد والان نظائر واحكامها مختلفة لعلل لزمتها . وقوله تعالى { والله مع الصابرين } معناه انه معهم بالمعونة لهم . والمعنى ان معونة الله مع الصابرين وحقيقة " مع " ان تكون للمصاحبة للجهة بالمعونة وذلك لا يجوز عليه تعالى . وقيل هذه الآية نزلت بعد الاولى بمدة .