Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 88, Ayat: 1-10)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ اهل البصرة وأبو بكر عن عاصم { تصلى } بضم التاء على ما لم يسم فاعله يعني تصلى الوجوه { ناراً حامية } الباقون بفتح التاء على أن تكون الوجوه هي الفاعلة هذا خطاب من الله تعالى للنبي صلى الله عليه وآله يقول له هل أتاك يا محمد ومعناه قد أتاك { حديث الغاشية } قال ابن عباس والحسن وقتادة : الغاشية يوم القيامة تغشى الناس بالاهوال . وقال سعيد بن جبير : الغاشية النار تغشى وجوه الكفار بالعذاب والشواظ . والغاشية المجللة لجميع الجملة ، غشيت تغشى غشياناً فهي غاشية ، وأغشاها غيرها إغشاء إذا جعلها تغشى . وغشاها تغشية ، وتغشى بها تغشياً . وقوله { وجوه يومئذ خاشعة } معناه إن وجوه العصاة والكفار في ذلك ذليلة خاضعة من ذل المعاصي التي فعلتها في دار الدنيا . والمراد بالوجوه أصحاب الوجوه وإنما ذكر الوجوه ، لأن الذل والخضوع يظهر فيها . وقوله { عاملة ناصبة } قال الحسن وقتادة : معناه لم تعمل لله في الدنيا ، فاعمالها في النار . وقال قوم : معناه عاملة ناصبة في دار الدنيا بما يؤديها إلى النار ، وهو مما اتصلت صفتهم في الدنيا بصفتهم في الآخرة . ومعنى الناصبة والنصبة التعبة وهي التي اضعفها الانتصاب للعمل يقال : نصب الرجل ينصب نصباً إذا تعب في العمل ثم بين تعالى ما يعمل بمن وصفه من ذوي الوجوه ، فقال { تصلى ناراً حامية } . أي تلزم الاحراق بالنار الحامية التي في غاية الحرارة و { تسقى } أيضاً { من عين آنية } قال ابن عباس وقتادة : آنية بالغة النهاية في شدة الحر . وقوله { ليس لهم طعام إلا من ضريع } فالضريع نبات تأكله الابل يضر ولا ينفع كما وصفه الله { لا يسمن ولا يغني من جوع } وإنما يشتبه الامر عليهم فيتوهموا انه كغيره من النبت الذى ينفع ، لان المضارعة المشابهة ، ومنه أخذ الضرع وقيل : الضريع الشرق . وقال ابن عباس ومجاهد وقتادة : هو سم . وقال الحسن : لا أدري ما الضريع لم أسمع من اصحاب محمد صلى الله عليه وآله فيه شيئاً . وقال قوم : ضريع بمعنى مضرع أي يضرعهم يذلهم . وقيل : من ضريع يضرع آكله في الاعفاء منه لخشونته وشدة كراهته . ثم بين وجوه المطيعين المؤمنين الذين عملوا الطاعات فقال { وجوه يومئذ ناعمة } أي منعمة في أنواع اللذات { لسعيها راضية } بما أداها اليه من الثواب والجزاء والكرامة جزاء لطاعاته التى عملها في الدنيا . وقوله { في جنة عالية } أي في بستان أجنه الشجر على الشرف والجلالة وعلو المكان والمنزلة ، بمعنى أنها مشرفة على غيرها من البساتين وهي انزه ما يكون .