Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 105-105)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هذا امر من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله أن يقول للمكلفين { اعملوا } ما أمركم الله به من الطاعة واجتنبوا معاصيه فان الله { سيرى عملكم ورسوله والمؤمنون } وفي ذلك ضرب من التهديد ، كما قال مجاهد ، والمراد بالرؤية ها هنا العلم الذي هو المعرفة ولذلك عداه إلى مفعول واحد ، ولو كان بمعنى العلم الذي ليس بمعرفة لتعدّى إلى مفعولين ، وليس لأحد أن يقول : ان اعمال العباد من الحركات يصح رؤيتها لمكان هذه الآية ، لأنه لو كان المراد بها العلم لعداه إلى الجملة وذلك أن العلم الذي يتعدى إلى مفعولين ما كان بمعنى الظن ، وذلك لا يجوز على الله وانما يجوز عليه ما كان بمعنى المعرفة . وروي في الخبر أن أعمال العباد تعرض على النبي صلى الله عليه وآله في كل اثنين وخميس فيعلمها ، وكذلك تعرض على الأئمة عليهم السلام فيعرفونها ، وهم المعنيون بقوله { والمؤمنون } ، وإنما قال { فسيرى الله } على وجه الاستقبال . وهو عالم بالأشياء قبل وجودها . لأن المراد بذلك انه سيعلمها موجودة بعد أن علمها معدومة وكونه عالماً بأنها ستوجد من كونه عالماً بوجودها إذا وجدت لا يجدد حال له بذلك . وقوله { وستردون إلى عالم الغيب والشهادة } معناه سترجعون إلى الله الذي يعلم السر والعلانية { فينبئكم } اي يخبركم { بما كنتم تعملون } ويجازيكم عليه .