Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 51-51)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

امر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله ان يقول لهؤلاء المنافقين الذين يفرحون بمصيبات المؤمنين وسلامتهم منها { لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا } وقيل في معناه قولان : احدهما - ان كل ما يصيبنا من خير أو شر فهو مما كتبه الله في اللوح المحفوظ من أمرنا ، وليس على ما تظنون وتتوهمون من اهمالنا من غير أن نرجع في أمرنا إلى تدبير ربنا ، هذا قول الحسن . الثاني - قال الجبائي والزجاج : يحتمل أن يكون معناه لن يصيبنا في عاقبة أمرنا إلا ما كتب الله لنا في القرآن من النصر الذي وعدنا . وقال البلخي : يجوز ان يكون { كتب } بمعنى علم ويجوز ان يكون بمعنى حكم ، والأولان أقوى . فان قيل : ما الفائدة في كتب ما يكون من افعال العباد قبل كونها ؟ قلنا في ذلك مصلحة للملائكة ما يقابلون به فيجدونه متفقاً في الصحة ، مع ان تصور كثرته اهول في النفس وأملأ للصدر . وقوله : { هو مولانا } يحتمل معنيين : احدهما - انه مالكنا ونحن عبيده . والثاني - فان الله يتولى حياطتنا ودفع الضرر عنا . وقوله { وعلى الله فليتوكل المؤمنون } امر منه تعالى للمؤمنين ان يتوكلوا عليه تعالى دون غيره . والتوكل تفويض الامر إلى الله والرضا بتدبيره والثقة بحسن اختياره . كما قال { ومن يتوكل على الله فهو حسبه } وحرف الجر الذي في معنى الظرف متعلق بالامر في قوله { فليتوكل } وتقديره فليتوكل على الله المؤمنون وانما جاز تقديمه لانه لا يلبس ، ولا يجوز تقديمه على حرف الجزاء لانه يلبس بالجزاء في الجواب .