Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 52-52)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

روى ابن فليح والبزي إلا النقاش { هل تربصون } بتشديد التاء ، وجهه أنه أراد تتربصون فادغم احد التاءين في الاخرى . امر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله ان يقول لهؤلاء المنافقين { هل تربصون بنا } والتربص التمسك بما ينتظر به مجيء حينه ولذلك قيل تربص بالطعام إذا تمسك به إلى حين زيادة سعره ، وقوله { إلا إحدى الحسنيين } واحدى الشيئين واحدة منهما ، واحد العشر واحد منها ، واحدى النساء معناه واحدة منهن . والحسنيان عظيمان في الحسن من النعم ومعانيهما ها هنا إما الغلبة بنصر الله عز وجل والشهادة المودية إلى الجنة ، في قول ابن عباس والحسن ومجاهد وقتادة وغيرهم . و { هل } حرف من حروف الاستفهام والمراد ها هنا التقريع بالتربص المؤدي صاحبه إلى كل ما يكرهه من خيبته وفوز خصمه . وقوله { ونحن نتربص بكم } أي قل لهؤلاء : ونحن ايضاً نتوقع بكم ان يوقع بكم عذاباً { من عنده } يهلككم به { او بأيدينا } بأن ينصرنا عليكم فيقتلكم بأيدينا . وقوله { فتربصوا } صورته صورة الأمر والمراد به التهديد كما قال : { اعملوا ما شئتم } { واستفزز من استطعت } وانما قلنا ذلك لأن تربص المنافقين بالمؤمنين تمسك بما يؤدي إلى الهلاك وذلك قبيح لا يريده الله ولا يأمر به . وقال الفراء : العرب تدغم لام هل وبل في التاء خاصة وهو كثير في كلامهم .