Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 98-98)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ ابن كثير وابو عمرو { دائرة السوء } بضم السين . الباقون بفتح السين . من فتح أراد المصدر ، وإنما أضاف الدائرة إلى السوء تأكيداً كما يقال : عيني رأسه وشمس النهار ، تقول : سؤته أسوءه سوءاً ومساءة ومسائية ، وقوله { ما كان أبوك امرأ سوء } لا يجوز فيه غير فتح السين ، وكذلك في قوله { وظننتم ظن السوء } لأن الضم بمعنى الاسم ، وتقديره عليهم دائرة العذاب والبلاء . أخبر الله تعالى ان من جملة هؤلاء المنافقين من الأعراب من يتخذ ما ينفقه في الجهاد وغيره من طرق الخير { مغرماً } اي غرماً من قولهم : غرمته غرماً وغرامة . والغرم لزوم نائبة في المال من غير جناية ، ومنه قوله { من مغرم مثقلون } وأصل المغرم لزوم الأمر ، ومنه قوله { إن عذابها كان غراماً } أي لازماً ، وحبّ غرام أي لازم ، والغريم كل واحد من المتداينين ، وغرمته كذا الزمته إياه في ماله . وقوله { ويتربص بكم الدوائر } فالتربص التمسك بالشيء لعاقبة ومنه التربص بالطعام لزيادة السعر ، فهؤلاء يتربصون بالمؤمنين لعاقبة من الدوائر . والدائرة جمعها دوائر وهي العواقب المذمومة . وقال الفراء والزجاج : كانوا يتربصون بهم الموت والقتل ، وإنما خص رفع النعمة بالدوائر دون رفع النقمة ، لأن النعمة أغلب واعم لأن كل واحد لا يخلو من نعم الله وليس كذلك النقمة ، لأنها خاصة . والنعمة عامة . وقد قيل : دارت لهم الدنيا بخلاف دارت عليهم . ثم قال تعالى { عليهم دائرة السوء } يعني على هؤلاء المنافقين دائرة العذاب والبلاء - في قراءة من قرأ بالضم - وقوله { والله سميع عليم } معناه - ها هنا - انه يسمع ما يقوله هؤلاء المنافقون ويعلم بواطن أمورهم ، ولا يخفى عليه شيء من حالهم وحال غيرهم .