Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 92, Ayat: 14-21)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله { فأنذرتكم ناراً تلظى } وعيد من الله تعالى للمكلفين . تقول خوفتكم المعاصي التي تؤديكم إلى نار تلظى . وقرأ ابن كثير { ناراً تلظى } بتشديد التاء ادغم احدى التاءين فى الأخرى ، لان الأصل تتلظى . وقيل : انه ادغم نون التنوين فى التاء . الباقون بالتخفيف فحذفوا احدى التاءين . والتلظي تلهب النار بشدة الايقاد تلظت النار تتلظى تلظياً ولظى اسم من اسماء جهنم . وقوله { لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب } وقصر عما أمرته كما تقول : لقي فلان العدو فكذب : إذا نكل ورجع - ذكره الفراء - فكأنه كذب في الطاعة أى لم يتحقق . وقال المفسرون فيها قولان : احدهما - الانذار بنار هذه صفتها ، وهي درك مخصوص من أدراك جهنم فهي تختص هذا المتوعد الذى كذب بآيات الله وجحد توحيده { وتولى } عنها بأن لم ينظر فيها أو رجع عنها بعد أن كان نظر فيها فصار مرتداً . والثاني محذوف لما صحبه من دليل الآي الاخر ، كأنه قال ومن جرى مجراه ممن عصى فعلى هذا لا متعلق للخوارج في أن مرتكب الكبيرة كافر . وقوله { وسيجنبها الأتقى } معناه سيبعد من هذه النار من كان اتقى الله باجتناب معاصيه { الذي يؤتي ماله } أي يعطي ماله { يتزكى } يطلب بذلك طهارة نفسه ، فالتجنب تصيير الشيء في جانب عن غيره ، فالاتقى يصير في جانب الجنة عن جانب النار يقال : جنبه الشر تجنيباً وتجنب تجنباً وجانبه مجانبة ، ورجل جنب ، وقد اجنب إذا أصابه ما يجانب به الصلاة حتى يغتسل . وقوله { وما لأحد عنده من نعمة تجزى } معناه ليس ذلك ليد سلفت تكافي عليها ولا ليد يتخذها عند أحد من العباد ، وقوله { إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى } معناه بل إنما فعل ذلك طلب رضوان الله ، وذكر الوجه طلباً لشرف الذكر . والمعنى إلا ابتغاء ثواب الله وطلب رضوانه . وقوله { ولسوف يرضى } معناه إن هذا العبد الذي فعل ما فعله لوجه الله سوف يرضى بما يعطيه الله على ذلك من الثواب وجزيل النعيم يوم القيامة .