Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 100, Ayat: 5-5)

Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ففيه مسألتان : المسألة الأولى : قال الليث : وسطت النهر والمفازة أسطها وسطاً وسطة ، أي صرت في وسطها ، وكذلك وسطتها وتوسطتها ، ونحو هذا ، قال الفراء : والضمير في قوله : { بِهِ } إلى ماذا يرجع ؟ فيه وجوه أحدها : قال مقاتل : أي بالعدو ، وذلك أن العاديات تدل على العدو ، فجازت الكناية عنه ، وقوله : { جَمْعاً } يعني جمع العدو ، والمعنى صرن بعدوهن وسط جمع العدو ، ومن حمل الآيات على الإبل ، قال : يعني جمع منى وثانيها : أن الضمير عائد إلى النقع أي : وسطن بالنقع الجمع وثالثها : المراد أن العاديات وسطن ملبساً بالنقع جمعاً من جموع الأعداء . المسألة الثانية : قرىء : { فَوَسَطْنَ } بالتشديد للتعدية ، والباء مزيدة للتوكيد كقوله : { وَأُتُواْ بِهِ } [ البقرة : 25 ] وهي مبالغة في وسطن ، واعلم أن الناس أكثروا في صفة الفرس ، وهذا القدر الذي ذكره الله أحسن ، وقال عليه الصلاة والسلام : " " الخيل معقود بنواصيها الخير " " ، وقال أيضاً : " " ظهرها حرز وبطنها كنز " " واعلم أنه تعالى لما ذكر المقسم به ، ذكر المقسم عليه وهو أمور ثلاثة : أحدها : قوله :