Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 18-19)
Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اعلم أن في الكلام حذفاً وهو أنهما أتياه وقالا ما أمر الله به فعند ذلك قال فرعون ما قال ، يروى أنهما انطلقا إلى باب فرعون فلم يؤذن لهما سنة حتى قال البواب : إن ههنا إنساناً يزعم أنه رسول رب العالمين ، فقال ائذن له لعلنا نضحك منه ، فأديا إليه الرسالة فعرف موسى عليه السلام فعدد عليه نعمه أولاً ، ثم إساءة موسى إليه ثانياً ، أما النعم فهي قوله : { أَلَمْ نُرَبّكَ فِينَا وَلِيداً } والوليد : الصبي لقرب عهده من الولادة { وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ } وعن أبي عمرو بسكون الميم { سِنِينَ } قيل لبث عندهم ثلاثين سنة وقيل وكز القبطي وهو ابن اثنتي عشرة سنة وفر منهم على أثرها ، والله أعلم بصحيح ذلك ، وعن الشعبي { فَعْلَتَكَ } بالكسر وهي قتله القبطي لأنه قتله بالوكز وهو ضرب من القتل ، وأما الفعلة فلأنها كانت وكزة واحدة عدد عليه نعمه من تربيته وتبليغه مبلغ الرجال ووبخه بما جرى على يده من قتل خبازه وعظم ذلك وفظعه بقوله : { وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ ٱلَّتِى فَعَلْتَ } . وأما قوله : { وَأَنتَ مِنَ ٱلْكَـٰفِرِينَ } ففيه وجوه : أحدها : يجوز أن يكون حالاً أي قتلته وأنت بذاك من الكافرين بنعمتي وثانيها : وأنت إذ ذاك ممن تكفرهم الساعة وقد افترى عليه أو جهل أمره لأنه كان يعاشرهم بالتقية فإن الكفر غير جائز على الأنبياء قبل النبوة وثالثها : { وَأَنتَ مِنَ ٱلْكَـٰفِرِينَ } معناه وأنت ممن عادته كفران النعم ومن كان هذا حاله لم يستبعد منه قتل خواص ولي نعمته ورابعها : { وَأَنتَ مِنَ ٱلْكَـٰفِرِينَ } بفرعون وإلهيته أو من الذين كانوا يكفرون في دينهم فقد كانت لهم آلهة يعبدونها ، يشهد بذلك قوله تعالى : { وَيَذَرَكَ وَءالِهَتَكَ } [ الأعراف : 127 ] .