Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 20-20)

Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي ظنه أنه يغويهم كما قال : { فَبِعِزَّتِكَ لأَغْوِيَنَّهُمْ } [ صۤ : 82 ] وقوله : { فَٱتَّبَعُوهُ } بيان لذلك أي أغواهم ، فاتبعوه { إِلاَّ فَرِيقاً مّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } قال تعالى في حقهم : { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَـٰنٌ } [ الحجر : 42 ] ويمكن أن يقال : صدق عليهم ظنه في أنه خير منه كما قال تعالى عنه : { أَنَاْ خَيْرٌ مّنْهُ } [ الأعراف : 12 ] ويتحقق ذلك في قوله فاتبعوه ، لأن المتبوع خير من التابع وإلا لا يتبعه العاقل والذي يدل على أن إبليس خير من الكافر ، هو إن إبليس امتنع من عبادة غير الله لكن لما كان في امتناعه ترك عبادة الله عناداً كفر ، والمشرك يعبد غير الله فهو كفر بأمر أقرب إلى التوحيد ، وهم كفروا بأمر هو الإشراك ، ويؤيد هذا الذي اخترناه الاستثناء ، وبيانه هو أنه وإن لم يظن أنه يغوي الكل ، بدليل أنه تعالى قال عنه : { إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ ٱلْمُخْلَصِينَ } [ صۤ : 76 ] فما ظن أنه يغوي المؤمنين فما ظنه صدقه ولا حاجة إلى الاستثناء ، وأما في قوله : { أَنَاْ خَيْرٌ مّنْهُ } اعتقد الخيرية بالنسبة إلى جميع الناس بدليل تعليله بقوله : { خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ } [ الأعراف : 12 ] وقد كذب في ظنه في حق المؤمنين ، ويمكن الجواب عن هذا في الوجه الأول ، وهو أنه وإن لم يظن إغواء الكل وعلم أن البعض ناج ، لكن ظن في كل واحد أنه ليس هو ذلك الناجي ، إلى أن تبين له فظن أنه يغويه فكذب في ظنه في حق البعض وصدق في البعض .